حذّر معهد ستوكهولم الدولي للابحاث حول السلام (سيبري) في تقرير نشره امس من ان الاجتياح الامريكي للعراق سيشجّع بعض الدول على امتلاك قوّة رادعة «ذات مصداقية تصفها في مأمن من اي تدخل مماثل ضدها». وأكّد مدير المعهد الذي ينشر كل سنة تقريرا تحليليا حول سياسة الامن الدولي والتسلّح ووضع النزاعات في العالم ان «أداء التجهيزات العسكرية الجديدة والاساليب التكتيكية المستخدمة في العراق سيحث بعض الدول على الامتثال للولايات المتحدة فيما سيحمل دولا اخرى على البحث عن ردود جديدة غير متناسبة كالارهاب مثلا». ورفض المعهد في تقريره للعام 2003 التكهّن بالانعكاسات المستديمة التي ستترتب عن الحرب على العراق على صعيد انتشار اسلحة الدمار الشامل. غير أنه اعتبر ان بعض الدول المرشحة لسباق التسلّح «قد تقتنع بأن الوسيلة الوحيدة لتجنّب التعرّض لتغيير في النظام تكمن في امتلاك قوة رادعة ذات مصداقية. وجاء في التقرير أن الحرب على العراق التي تمثل حاليا «أحد النزاعات الاكثر اثارة للجدل في زمننا المعاصر اظهرت ان اي تدخل ولو غير عسكري انما هو رهان ينطوي على مجازفة». وأوضح التقرير ان الامريكيين الذين يواجهون ظروفا صعبة في العراق يقاتلون على جبهتين في العالم العربي وأوروبا حيث يتحتم عليهم مضاعفة الجهود لكسب الثقة». وذكر مدير المعهد أليسون بايلز ان «وطأة الملف العراقي على المنطقة كانت محدودة من حيث تصعيد النزاع وكذلك من حيث الانعكاسات الايجابية على ما أسماه بالديمقراطية العربية». وأشار التقرير الى ان الولاياتالمتحدة العضو المؤسس الاكثر نفوذا في الحلف الاطلسي بدت وكأنها تستخدم الحلف كأداة لبناء ائتلاف على اساس التطوّع اكثر منه كمنتدى سياسي او شريك حيوي. وذكر التقرير ان الانفاق العسكري العالمي تسارع عام 2003 حيث لعبت الحرب على العراق دورا كبيرا في تلك الزيادة التي بلغت 11.