صعّد الأكراد أمس من لهجتهم في انتقاد قرار مجلس الأمن حول العراق وقالوا إنهم قادرون على «خلق المتاعب» لتحقيق طموحاتهم في اقامة فيدرالية بينما عاد نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الأمن في الحكومة الانتقالية الى كردستان تعبيرا عن استيائه. وحذرت هيئة العلماء المسلمين في العراق من جانبها من أن قرار الأممالمتحدة يضعف الآمال في انهاء الاحتلال واستعادة العراق سيادته الحقيقية. وذكر مصدر كردي أمس أن الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني أصدر أوامر سرية الى قادة البشمركة لاعادة توزيع السلاح على أفرادهم وأنصارهم في هذا الحزب تحسبا لأي طارىء كما توقع حصول اضطرابات في المدن الكردية للتنديد بالقرار الأممي الأخير وباخفاق القيادات الكردية في تحقيق مكاسب يتطلع لها الأكراد. **تهديدات كردية وقال نيجرفان بارزاني الذي يتولى منصب رئيس الوزراء في حكومة اقليم كردستان إن شعب كردستان يمكنه خلق المتاعب لتحقيق طموحاته المشروعة حسب تعبيره. وحذر بارزاني من أن الأكراد لا يساومون أبدا على جوهر الدستور المؤقت للمرحلة الانتقالية واذا لم يجري الاعتراف بشكل رسمي بحقوقهم فإن وحدة الأراضي العراقية والعراقيين ستتعرض إلى الخطر، واعتبر المسؤول الكردي أن الادارة الأمريكية تحاول ارضاء الآخرين على حساب شعب كردستان ومصالحه التي يضمنها الدستور المؤقت حسب الرؤية الكردية. وقال بارزاني «نأمل ألا تعمد الإدارة الأمريكية الى تصرف يضع الآخرين في خنادق معادية وتجبرنا بالتالي على الكشف عن الحقائق المخفية» على حد قوله. وفي خطوة تظهر احتجاج الأكراد عاد برهم صالح الذي تم تعيينه نائبا لرئيس الوزراء العراقي للأمن الوطني إلى كردستان وقال إنه لن يعود إلى بغداد ما لم يتم تحديد صلاحياته في الحكومة العراقية الجديدة. وفق ما أعلنه مصدر في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني. وقال المصدر إن صالح موجود في كردستان وغير مستعد للذهاب إلى بغداد ما لم يتم تحديد صلاحياته بحيث تكون متماشية مع تضحيات الشعب الكردي ودوره في العراق على حد تعبيره. وأضاف المصدر أن صالح زار بغداد الأسبوع الماضي وتشاور وتباحث مع رئيس الوزراء العراقي المعين إياد علاوي حول منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن الوطني وعرض عليه وجهات نظر الجانب الكردي. وقال صالح ينبغي أن يكون المنصب الذي أشغله منصبا حقيقيا وعادلا يتمتع بسلطات قانونية واضحة ويعبر عن طموحات وآمال الشعب الكردي ويبرهن أن الأكراد متساوون في العراق. وكان الزعيمان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني هددا الثلاثاء الماضي بالانسحاب من الحكومة الانتقالية ما لم يتضمن القرار الأممي الجديد اشارة الى الدستور المؤقت الذي يضمن للأكراد تحقيق مطلبهم باقامة الفيدرالية وهو ما يرفضه الشيعة. وقد أعرب المبعوث الأممي إلى العراق الأخضر الإبراهيمي عن ثقته في أن يتوصل الشيعة والأكراد الى أرضية مشتركة للتفاهم بشأن نقاط الخلاف بينهم. **قرار مخيب للآمال وأثار القرار الأممي الجديد حول العراق مخاوف السنة من اضعاف الآمال في انهاء الاحتلال. واعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق أمس أن هذا القرار كان مخيبا للآمال والتوقعات وأكدت أن فيه مخاطر تؤدي في مجملها الى اضعاف الآمال في استعادة سيادة العراق الحقيقية وفي نهاية الاحتلال. وجاء في بيان للهيئة انتظرنا قرار مجلس الأمن حول العراق آملين في أن يكون قرارا منصفا يساعد على انهاء الاحتلال وعلى اعادة السيادة الكاملة والحقيقية الى أبنائه واذا بالقرار يأتي مخيبا لكل الآمال والتوقعات. وأضاف البيان أن في هذا القرار من المخاطر ما يؤدي الى ضعف الآمال في نهاية الاحتلال وفي استعادة العراق سيادته الحقيقية. وحملت الهيئة في بيانها على القرار جملة من المآخذ منها أنه لم ينص على موعد واضح لنهاية الاحتلال وامكانية استغلال سلطات الاحتلال المهيمنة على العراق وعلى القرار فيه للشرعية المزعومة للحكومة الانتقالية لتوقيع اتفاقيات أمنية وتبرير استقدام قوات أجنبية أخرى تحت غطاء الأممالمتحدة أو غيرها من الواجهات لمشاركتها في محاربة الشعب العراقي». وناشدت هيئة علماء المسلمين في ختام بيانها الدول العربية والإسلامية أن لا تستجيب لطلبات سلطات الاحتلال في هذا المجال.