مع اقتراب فصل الصيف ارتفع نسق استعداد العائلات التونسية لحفلات زفاف الابناء والبنات وارتفع نسق الحركية في «لافيات» اذ تنشط فيها المواعيد والعرابن. عدد من المطربين التونسيين لهم حضور مميز في الاعراس يفوق حضورهم في المهرجانات بل أن البعض يكاد يكون متفرغا للاعراس ومن الذين لهم حضور كبير في الاعراس الهادي التونسي الذي تفضل العائلات التونسية استضافته «للجو الخاص» الذي يخلقه في سهرات العائلات وكذلك هشام النقاطي ومنصف عبلة وقاسم كافي وكمال رؤوف النقاطي ومن الجيل القديم صفوة وصفية شامية وكل هؤلاء يعملون بأسعار رمزية تقريبا ولا ترافقهم عادة فرقة اذ يكتفون «بنومرو» فقط ويتنقلون في الليلة الواحدة بين أكثر من حفلة زفاف. واذا كان هؤلاء في متناول العائلات المتواضعة الامكانيات فان مجموعة أخرى من المطربين لهاحضور كبير في الاعراس لكن الكاشيه مرتفع جدا مثل حسين العفريت وزياد غرسة وعادل سلطان وفيصل الرياحي وعلياء بلعيد فهؤلاء لا يقل «الكاشيه» في الاعراس عن 2500 دينار لانهم عادة مرفوقين بفرق من العازفين المحترفين. **سهرات خاصة خلافا لهؤلاء نجد عددا من المطربين الذين يرفضون الغناء في الاعراس لكنهم في المقابل يسجلون حضورهم في سهرات خاصة و»بكاشيات» خيالية أحيانا أو مجانا في بعض المناسبات. وهؤلاء هم النجوم مثل نبيهة كراولي وصابر الرباعي ونوال غشام وأمينة فاخت ولطفي بوشناق... فهؤلاء يرفضون الغناء في الأعراس لكنهم يستجيبون لبعض الدعوات الخاصة التي لا يمكن تصنيف «الكاشيه» الذي يتقاضونه فيها. **المطربون الشعبيون لعل القاسم المشترك بين المطربين الشعبيين مثل الهادي حبوبة وفاطمة بوساحة وزينة القصرينية هو حبهم للفقراء فالهادي حبوبة مثلا غنّى أكثر من مرة مجانا وتكفلت فاطمة بوساحة في مرات كثيرة بمساعدة بعض الفقراء على اتمام مراسم الزفاف وكذلك زينة القصرينية التي تغني في أحيان كثيرة مجانا. فالمطربون التونسيون مقسّمون الى درجات تراتبية في الاعراس ولكن الجميع يجد حظّه طالما ان العائلات التونسية تفضل أن يشاركها المطربون أفراحها.