مع ارتفاع درجات الحرارة تزداد احتمالات الاصابة بضربة الشمس التي تؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الوعي وفي أحيان أخرى إلى الموت. بالتأكيد أن سبب الاصابة «بضربة الشمس» يعود الى البقاء لمدة طويلة تحت تأثير أشعة الشمس الحارقة خاصة في الفترة الممتدة من 11 صباحا الى الرابعة مساء. ويكشف الدكتور محمد بوشوشة أن تعرض سكان شمال افريقيا وتركز ثقب طبقة الأوزون فوقها ولد تقلبات مناخية ونتج عنه ارتفاع كبير في درجات الحرارة لأن من مهام هذه الطبقة تصفية أشعة الشمس وتلطيفها لكن ما لحق طبقة الأوزون فسح مجال لعبور الأشعة ما فوق البنفسجية (أ)» وأمام أشعة الشمس هذه ترتفع امكانيات واحتمالات الاصابة بضربة الشمس لماذا؟ يجيب الدكتور «لأن ارتفاع درجات الحرارة من شأنها أن تمتص كمية الماء الموجودة في الجسم وبما أن أغلب مكونات هذا الجسم هي من الماء (60 عند الكهل و75 عند الطفل الصغير) وهو موجود داخل وخارج الخلايا وفي العروق فإن أي تبخر له نتيجة أشعة الشمس ينتج عنه ارتفاع حاد لدرجة حرارة الجسم تصل الى 45 درجة وتأثير على خلايا المخ والنتيجة صعوبة تنفس وفقدان وعي وازياد عدد دقات القلب وحدوث توسع في الأوعية الدموعة وهي كلها أعراض لضربة الشمس». **تعطل الوظائف وتسهم ضربة الشمس إلى ذلك في تعطيل وظائف الجسم اذ تعرقل وظيفة الجهاز الدموي وهو ما يؤثر على التنفس بزيادة نسبة الحموضة في جسم الإنسان. ثمة أمر آخر يضيف الدكتور م.ب. يؤثر على الجهاز التنفسي هو تعطيل وظيفة الكلى (نتيجة تعرض الجسم لأشعة الشمس وامتصاص تلك الأشعة لنسبة كبيرة من الماء) اذ تعدل عن القيام بعملية التصفية وتترك هذه المهمة للجهاز التنفسي الذي من شأنه أن يتعب أيضا. **حروق الجلدة تعريض الجلدة لتأثيرات الشمس الحارقة دون حماية الوجه والكتفين من شأنه أن يخلق أيضا حروقا متفاوتة الخطورة. الدكتورة هدى كنو وهي مختصة في الأمراض الجلدية تؤكد أن أغلب هذه الحروق تحدث عندما يكون الإنسان في البحر فبما أن البحر يلطف من حدة الشمس بنسة 10 تقريبا (الرمال بنسبة 20) فإنه قد يغيب عنه خطورة هذه الأشعة وهو بهذا المكان الذي يمكن من اصابته بحروق ذات 3 درجات، حروق من درجة أولى تتمثل في احمرار في الجلدة وهو احمرار لا يشكل خطورة ويمكن علاجه باستعمال مراهم مسكنة حروق من درجة ثانية تتمثل في بروز «نبايل» على مستوى الجلدة تكون عرضة لتعفنات جرثومية والعلاج هنا يتم باستعمال المضادات الحيوية وبعض مطهرات البشرة. حروق من درجة ثالثة وهي حروق عميقة يصل تأثيرها الى الطبقة التي تلي الجلدة وقد تترك بقعا بيضاء وسوداء اللون مما يضطرنا الى القيام بعمليات تجميلية. **سرطان الجلدة وعن مدى اسهام أشعة الشمس في الاصابة بسرطان الجلدة توضح الدكتورة هدى كنو أن الاصابة بمثل هذا السرطان لا تكون إلا إذا كان الإنسان يعرض جسمه منذ أن كان صغيرا لأشعة الشمس فبطول المدة ومع كبر سنه يكون معرضا أكثر من غيره للإصابة بسرطان الجلدة. تبدو الحلول بسيطة جدا لتفادي ضربة الشمس واجتناب تأثيراتها على الجلدة، وجب أولا اجتناب أشعة الشمس خاصة ما بين الساعة 11 والرابعة مساء ووجب ثانيا شرب كميات كبيرة من الماء. ووجب ثالثا استعمال المراهم الواقية ضد أشعة الشمس.