لا يشك أحد من عشاق الجلد المدور في المشرق والمغرب في القيمة الثابتة والمستوى المرموق الذي يملكه الجوهرة السوداء للنادي الرياضي الصفاقسي سابقا وفريق أجاكس امستردام حاليا حاتم الطرابلسي الذي أبهر الهولنديين وتعلقوا به كثيرا وحز في نفوسهم أن يغادرهم سواء بالتقاضي بينه وبين أجاكس أو بالتراضي خاصة وانه عبر في عديد المناسبات أنه يرغب في خوض مغامرة جديدة في البطولة الانقليزية. وحول هذا الموضوع وغيره من التي شدت انتباه الشارع الرياضي بتونس كان لنا هذا الحديث الخاص مع حاتم الطرابلسي. * ما سرّ وجودك بالعاصمة هذه الأيام وهل صحيح أنك خسرت قضيتك ضد أجاكس؟ ليس في الأمر سر بل تحولت كالعادة إلى بلدي العزيز الذي أعشقه حتى النخاع مع أسرتي بمنزلي بحي النصر بالعاصمة منذ الرابع من جوان لفترة لا تقل عن شهر وأسبوع.. وعودتي إلى هولندا لن تتعدى 7 جويلية 2004، أما بالنسبة للقضية التي بيني وبين فريقي أجاكس أمستردام فهي عادية جدا وفي إطار أخلاقي ومهني خالص وقد مرت من المحكمة إلى الجامعة الهولندية التي من حقها أن تدافع على فرقها وأنا من حقي أن أتابع القضية بكل أهمية عن طريق المحامي الخاص وقد ألتجئ إلى الفيفا التي مؤكدا أنها سوف تنصفني والأكيد ان الجماهير الهولندية والأوساط الرياضية هناك تساندني وتستغرب من نوعية العقد الذي يربطني بأجاكس وفيه أشياء غريبة لم أفهمها في البداية عندما خط لي من طرف الوسيطين السابقين زياد التلمساني وزميله البلجيكي. وأتساءل لماذا أراد بعضهم في تونس تفسير القضية بطريقة تمس من سمعتي كتونسي وتحرجني خاصة عندما ينشر لي أحاديث وهمية والحال أنني لم أصرح بأي حديث في الموضوع..؟!! وما قمت به يهم مستقبلي وتأكد أنني على الدرب الصحيح.. وليعلم الجميع ان من الثغرات الموجودة في هذا العقد المذكور ان الفريق الذي يريد انتدابي مجبر على دفع «20 ألف أورو» أي ما يعادل 30 مليون دينار تونسي ويمتد على ثلاث سنوات وعامين قابلين للتجديد يتم فيهما التخفيض من أجرتي ب16 %كل سنة وهذا ما لم يطبق على أي لاعب آخر محترف؟ ووقف حجر عثرة في انضمامي إلى فرق انقليزية كمنشستر سيتي ومانشستر يونايتد وكذلك فالنسيا وغيرها. * هناك من أكد أنك ستبقى على بنك الاحتياط ورد فعل مسؤولي أجاكس سوف يعود عليك بالمضرة؟ هذا غير صحيح لأن مسؤولي أجاكس يتعاملون معي في خلافي معهم بطريقة حرفية وحضارية وإن كنت قد ابتعدت لفترة طويلة أو ستطول أكثر فهذا يعود إلى إصابة تعرضت لها قبل البطولة الافريقية وحصل لي تمطط عضلي في ثلاثة مناسبات وسوف أعود إلى أجواء الملاعب بعد العطلة الصيفية. * وجهتك القادمة أين ستكون؟ بالتأكيد انقليزية ولم أحدد بعد الفريق المقصود سواء رضي الهولنديون أو لم يرضو لأن «قضيتي مربوحة» عبر الفيفا مائة بالمائة إذا لم تحتكم للتراضي. * نتحدث قليلا عن ناديك الأصلي النادي الرياضي الصفاقسي، هل تابعته هذا الموسم أم لم يعد تهمك مسيرته؟ «السي.اس.اس» مهدي الأصلي وحبه يسري في عروقي ولا أجد توازني إلا عندما أطمئن على مسيرته الموفقة هذا الموسم الذي شهدت فيه البطولة مستوى متوسطا ربما بسبب الروزنامة والصحوة التي شهدها النادي الرياضي الصفاقسي الذي اعتبره أقوى فريق حاليا نتيجة عمل جدي للممرن القدير مراد محجوب والتحام اللاعبين وخاصة الشبان والجدية المطلقة أبرزهم أنيس بوجلبان وهيكل قمامدية وطارق التايب وخالد فاضل وزبير السافي وعصام المرداسي وكل هؤلاء بإمكانهم الاحتراف بأوروبا وموقعهم مؤكد بالمنتخب الوطني أما طارق التايب فسوف ينفع نفسه ووطنه وينتظره مستقبل مشرق. وللحقيقة أقول أنني كنت أنتظر حصول النادي الصفاقسي على البطولة هذا الموسم وسيؤكد حضوره بجدية في سباق الكأس ولمَ لا تحصله على البطولة العربية. وبهذا يكون القضاء على الأزمة المادية الخانقة التي يعيشها النادي. * كما أنك ستجد حلا للمائتي ألف دينار التي أرسلت من أجلها عدل منفذ «للسي.اس.اس»؟ ليعلم الجميع أنني لم أظلم النادي الصفاقسي فعندما تمت صفقتي وتحصل على ما يعادل وقتها ثلاثة مليارات من مليماتنا لم أتحصل منها إلا على مائة ألف دينار والمائة ألف دينار بقيت حبرا على الورق.. وكلي ثقة في سي صلاح الزحاف هذا الرجل الجدي الذي وعدني بأن يمنحني حقي عندما تتوفر الأموال. * وهل أنت مستعد لتتخلى عن جزء من هذه الأموال لفائدة دعم ناديك الأصلي وحبا في جمهوره؟ «اللّه يبارك» أنا موافق على التخلي على جزء من مستحقاتي. * علاقتك برؤساء النادي السابقين؟ قبل كل شيء أتوجه بتحية تقدير إلى روح الفقيد الغالي الرئيس السابق «للسي.اس.اس» التوفيق الزحاف هذا المناضل الرياضي الذي سجل له التاريخ ما قدمه من تضحيات للنادي ورغم أنني لم أعاشره فاني أعلم جيدا قيمته «اللّه يرحمو» ويرزق عائلته وعائلة «السي.اس.س» الصبر الجميل. السيد لطفي عبد الناظر أحترمه ولا أريد أن أتحدث طويلا عنه وليست لي علاقة به هو يعلم ذلك رغم ما قاله عني.. فهو رجل أعمال وأنا لا تهمني الأعمال. أما السيد جمال العارم فهو طيب جدا ورجل أعمال مشهور فهو الأب الروحي بالنسبة لي لأنه احتضنني منذ بدايتي وحباني بعطفه وأعطاني شحنة معنوية في فترات عويصة عشتها عند انتقالي إلى هولندا وقبلها وبعدها كذلك وأنا باتصال دائم معه حتى يومنا هذا. أما السيد عبد العزيز بن عبد اللّه فيبقى صديق كل اللاعبين على امتداد أجيال يحمل دائما في داخله الصدق وهو المحب الغيور على النادي الذي ضحى من أجله بالغالي والنفيس وباتصال به ودائما يرشدني ويشد أزري. * واسكندر السويح هل انقطعت علاقتكما بحكم انشغالك بهولندا؟ لا بالعكس أنا أعتبره دائما «معلم متاع كرة» وله خصال لا يملكها أحد وأعطى الاضافة للترجي كما فعل مع «السي.اس.اس» وأنا باتصال دائم به وأتألم عندما لا أجده فوق الميدان ضمن المنتخب وهذا اختيار ممرن المنتخب الوطني الذي لا أتدخل فيه.. لكن مهما كان فابتعاده عن «السي.اس.اس» خسارة كبرى «اللّه يهدي» من تسبب في ذلك. * كمة حرة؟ أحيي كل من تأثر لمشاغلي وأعد الجميع بأنني مازلت في «فورمة» وسوف أشرف تونس وأساهم في رفع رايتها الغالية على نفوسنا.. وختاما أؤكد أني لم أقم بأي حوار مع أي كان وان كل ما يصدر في هذه الصحيفة أو تلك من صنع خيال بعض الأقلام ولست مستعدا لأحاديث مجانية وهذا الحوار الذي أدليت به إلى «الشروق» هو الأول احتراما لهذه الصحيفة التي تحترم قراءها.