لقي امس غربيون بينهم بريطانيان وامريكي مصرعهم في تفجير صخم ببغداد استهدف قافلة تابعة لشركة امريكية متعاقدة مع سلطة الاحتلال. وجاء التفجير الجديد غداة عمليات تفجير مماثلة في سياق الاستهداف الشامل لقوات الاحتلال والمتعاونين معها من الاجانب والعراقيين في حين تصاعدت في الوقت ذاته وتيرة الاغتيالات ضد مسؤولي السلطة العراقية المؤقتة. وعلى وقع التفجيرات والهجمات المختلفة، اتسع نطاق الحريق الذي بات يطوق قوات الاحتلال وعملاءها في العراق قبل اسبوعين تقريبا من موعد «نقل السلطة». وأفادت آخر حصيلة قدّمتها مصادر امنية وطنية عراقية وغربية في بغداد ان 5 اجانب هم امريكي وبريطاني وفرنسي وفلبيني قتلوا في التفجير الضخم بواسطة السيارة المفخخة في ميدان التحرير بوسط العاصمة العراقية. وجرح 3 أجانب آخرين في التفجير الذي ادى ايضا الى مقتل 11 عراقيا وجرح حوالي 60 حسب المصادر الطبية. **تصعيد شامل وانفجرت السيارة المفخخة اثناء مرور ثلاث سيارات رباعية الدفع وهي التي يستخدمها في العادة المتعاقدون الغربيون مع سلطة الاحتلال سواء كانوا يعملون في المجال الامني (مخابرات او حماية المنشآت) او في القطاعات المدنية (كهرباء، نفط...) وأكد ديبلوماسي غربي ان القتلى الذين نقلت جثثهم الى مشرحة امريكية في مطار بغداد، يعملون لحساب شركة «جنرال الكتريك» الامريكية المتعاقدة مع سلطة الاحتلال،. وحسب ضابط من الشرطة العراقية فإن رجلا قاد السيارة المفخخة وتوغل بها بين السيارات الثلاثة المستهدفة قبل تفجيرها. وتجمع حشد كبير من العراقيين وهم يرددون الهتافات المناهضة للاحتلال الامريكي الذي حملوه مسؤولية موجة التفجيرات التي لا تتوقف كما هتفوا ضد الحكومة المؤقتة... واطلقت الشرطة العراقية النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين رشقوا السيارات (الغربية) المدمّرة بزجاجات الخمر التي جلبوها من محل تضرر بفعل التفجير القوي الذي كاد يحطم بناية من طابقين. واشهر جنود الاحتلال اسلحتهم في وجوه العراقيين الغاضبين وقام بعضهم بضرب عراقي بالعصي. وأكد رئىس الحكومة المؤقتة في بغداد اياد علاوي مصرع الاجانب الخمسة واعدا ب «النصر» على من سماهم «الارهابيين» بعد نقل «السيادة» الى هذه الحكومة في 30 جوان المقبل. وبالتزامن تقريبا مع التفجير الضخم قرب جسر الجمهورية بجوار ميدان التحرير، قتل اجنبي آخر على الارجح في هجوم بالقنابل والاسلحة الرشاشة على قافلة امريكية شرقي بغداد. وفي منطقة «الرستمية» ببغدد كان تفجير بواسطة السيارة المفخخة قد اوقع ما لا يقل عن 16 قتيلا بينهم 3 من افراد الشرطة العراقية. وقتل مساء اول امس عراقي وجرح آخران في هجوم استهدف حاجزا لقوة الدفاع المدني العراقي قرب بعقوبة. وفي الموصل قتل شرطي في هجوم بالقذائف الصاروخية على مركز للشرطة في احدى ضواحي المدينة التي قتل فيها ايضا عراقيان اثر انفجار عبوة ناسفة قرب جسر يقع جنوبي المدينة. وفي الموصل ايضا جرح امس 4 من افراد الدفاع المدني العراقي في عملية تفجير استهدفت سيارتهم. وكما هو الحال بالنسبة الى الاجانب بمن فيهم المرتزقة (المسلحون) والعراقيين المتعاونين مع سلطة الاحتلال تواصلت الهجمات على قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية. وقتل اول امس جندي امريكي وجرح آخران في تفجير استهداف قافلة عسكرية في التاجي شمالي بغداد. وفي البصرة بجنوب العراق جرح امس عدد من الجنود البريطانيين في قصف بالقذائف استهدف قاعدة تضم عسكريين من بريطانيا ونيوزيلندا. **حمى الاغتيالات ويشهد العراق منذ ايام تصاعدا ملحوظا لعمليات الاغتيال التي تستهدف بالاساس مسؤولين في السلطة المؤقتة المتهمة بالخضوع لإرادة سلطة الاحتلال. وبعد تصفية احد مساعدي وزير الخارجية قبل ايام في بغداد، قتل اول امس في بغداد ايضا كمال جراح مدير العلاقات الثقافية في وزارة التربية. وقتل في اليوم نفسه استاذ جامعي فيما نجا امس قائد العمليات في شرطة كركوك من محاولة اغتيال بعد ان نجا مسؤول امني في محافظة «ديالى» (مركزها مدينة بعقوبة) من محاولة مماثلة قبل ايام. وأعلن امس مسؤول كردي ان 5 مجندين اكراد قتلوا السبت الماضي شمالي بغداد برصاص مسلحين قاموا بوضع جثثهم في سيارتهم ثم احرقوها. وفي كركوك كان رجل دين سني كردي قد اغتيل في نهاية الاسبوع كما اغتيلت رجاء محمد العضو السابق في حزب البعث برصاص مسلحين قرب بعقوبة.