دمشق رام اللّه غزة (وكالات): قالت مصادر فلسطينية إن سوريا وافقت على الاعتراف بالسلطة الفلسطينية وتعهدت بالعمل على دفع فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق إلى حوار وطني يهدف إلى دعم السلطة الفلسطينية في السيطرة على قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض. وبالتزامن مع ذلك تعكف مصر من جانبها على الاعداد لتوجيه دعوات إلى الفصائل الفلسطينية لبحث مسألة الانسحاب الاسرائيلي من القطاع. ويزور يحيى خلف، وزير الثقافة الفلسطيني ورمزي خوري مدير مكتب الرئيس ياسر عرفات وبعض المسؤولين الفلسطينيين حاليا دمشق في مسعى لتوقيع اتفاقيات تتضمن الاعتراف بجواز السفر الفلسطيني وقضايا أخرى على علاقة بأموال مجمدة لحركة فتح في دمشق منذ أكثر من 10 سنوات. اعتراف وتعهدات وذكرت مصادر فلسطينية في تصريحات نشرتها صحيفة «القدس العربي» أمس ا ن سوريا وافقت على الاعتراف بالسلطة الفلسطينية وبجواز السفر الذي تصدره وفقا لمعاهدة «أوسلو»الفلسطينية الاسرائيلية. وأوضحت المصادر ان القيادة السورية ضمنت هذا الاعتراف الذي تأخر لمدة عشر سنوات في رسالة إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سوف يحملها له وزير الثقافة الفلسطيني يحيى يخلف لدى عودته إلى رام اللّه من دمشق غدا الخميس. وإلى جانب هذا الاعتراف فإن القيادة السورية تعهدت كذلك بالعمل على دفع فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق إلى دعم أي حوار وطني فلسطيني يتضمن مساعدة السلطة الفلسطينية لأجل تمكينها من بسط سيطرتها على قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض منه. وأوضحت المصادر ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أبلغ الوفد الفلسطيني برئاسة يحيى يخلف بهذا الأمر الأحد الماضي. وقال يحيى يخلف في اتصال له من دمشق إن الأجواء طيبة للغاية بين الجانبين في الوقت الحالي وأن القيادة السورية باتت أكثر تفهما وانفتاحا لمطالب السلطة الفلسطينية في مثل هذه الظروف. وتوقع يخلف حدوث سلسلة من الاجراءات على الأرض في وقت قريب تتيح إعادة تطبيع العلاقات السورية الفلسطينية على المستوى الرسمي. مساع مصرية وبالتوازي مع ذلك تستعد مصر من جهتها لتوجيه الدعوة لجميع الفصائل الفلسطينية لبحث الوضع في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض منه، وفق ما أعلنته مصادر فلسطينية أمس. وذكرت المصادر ذاتها ان القاهرة باتت تعتقد الآن أنه من المهم اجراء محادثات ثنائية بين المصريين والفصائل الفلسطينية لاسيما حركتي «حماس» والجهاد الاسلامي قبل توجيه الدعوة لجميع الفصائل للقدوم إلى القاهرة بعد نضج فكرة التوصل إلى اتفاق فيما بينها. ومن المتوقع ان يصل إلى غزة في موفى الشهر الجاري مساعدا رئيس المخابرات المصرية للاجتماع مع قادة الفصائل الفلسطينية. وقبل هذا اللقاء المرتقب وجهت حركة «الجهاد الاسلامي» أمس رسالة إلى الحكومة المصرية أعربت لها فيها عن قلقها من «دور أمني» مصري في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض مشيرة إلى ان الأمر قد يخدم الاسرائيليين أكثر من الفلسطينيين. وجاء في الرسالة التي وجهها القيادي البارز في حركة «الجهاد الاسلامي» عبد اللّه الشامي «إننا نقدر العلاقة التاريخية بين مصر وفلسطين ولا ننكر الحروب التي خاضتها مصر ضد أعدائها والتي كانت فيها فلسطين دائما في جوهر أهدافها».. لكننا بناء على هذا الموقف ننظر بنوع من القلق إلى الموقف المصري الأخير للعب «دور أمني» في قطاع غزة». وأضاف: «ان هذا الدور وخصوصا الدور المتمثل في تدريب أجهزة الأمن الفلسطينية يرى انه يصب في نهاية الأمر في مصلحة اسرائيل التي تريد أن يخرج قطاع غزة من دائرة الصراع للانفراد بأهلنا في الضفة لكي يتسنى لها فرض سياسة الأمر الواقع التي وافق عليها الرئيس الأمريكي جورج بوش. ونعت الشامي في رسالته السلطة الفلسطينية بأنها «فاسدة».