قال عضو المجلس المركزي للجبهة الشعبية زهير حمدي، في تصريح اليوم الجمعة ل (وات)، إنّ الجبهة ليست راضية عن النتائج التي سجلتها في الإنتخابات البلدية وكان بإمكانها تحقيق نتائج أفضل، لكنها لم تتمكن من ذلك جرّاء عدّة أخطاء تتطلب التقييم والمراجعة. وأقر حمدي، بوجود واقع موضوعي صعّب مهمّة الجبهة الشعبية، تمثّل أساسا في عدم التكافؤ بين الأحزاب من حيث الإمكانيات واستخدام أجهزة الدولة والمال السياسي وخرق قواعد القانون الإنتخابي، فضلا عن إرتكاب بعضها لإخلالات وتجاوزات جسيمة، لم تتخذ هيئة الإنتخابات أي إجراء في شأنها. وأفاد فيما يتصل بالأسباب الموضوعية التي تتعلق بالجبهة الشعبية، بأنها تتمثل أولا في الجانب الهيكلي، الذي بات يتطلّب الإصلاح لتنظيم العمل وتحسين إستراتيجية التواصل وأسلوب التعاطي مع الشأن العام، وتتمل ثانيا في خيارها المتعلّق بالمشاركة في الإستحقاق البلدي. وإعتبر في هذا الصدد، أنّ الجبهة قد ارتكبت خطأ عبر الإكتفاء بالمشاركة في 120 دائرة إنتخابية، رغم انّه كان بإمكانها تعزيز مشاركتها في 250 أو 300 دائرة، فضلا عن ضبط قائماتها دون الإنفتاح على المستقلين. ولاحظ أنّ هذه الأخطاء عزّزتها صعوبة العمل الجبهوي الذي كان له انعكاسات على نسبة المشاركة والتصويت لفائدة الجبهة الشعبية، معتبرا أنّ مكونات الجبهة لا يمكنها أن تكون منسجمة بنسبة 100 بالمائة، وهو ما يتطلّب البحث عن الطرق والآليات الكفيلة بتحسين أدائها وتحقيق الانسجام بين مكوناتها بعيدا عن الرؤيا الحزبية الضيّقة. وصرح حمدي، بأن الجبهة ستقوم بعملية النقد الذاتي والموضوعي قصد معالجة الإخلالات الجوهرية، وانّ إجتماع مجلسها المركزي اليوم يندرج في هذا الإطار من أجل الخروج بنتائج في هذا الجانب، مؤكدا أنّ قيادة الجبهة تتحمّل مسؤولية نتيجة الإنتخابات التي لا تليق بها والتي كان بإمكانها أن تكون أفضل. يذكر أنّ إئتلاف الجبهة الشعبية (تحالف يجمع أحزابا من اليسار) تحصّلت على 71150 صوتا خلال الإنتخابات البلدية (3 فاصل 95 بالمائة). "