هل غاب عن ذهن السيد «محمد علي الحلواني» مرشح حركة التجديد والمبادرة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية القادمة أنه لن يكون «المرشح الوحيد للمعارضة» كما صرح بذلك علنا وأكده في مناسبات أخرى تلت ندوته الصحفية. فالاعلان عن أن السيد محمد علي الحلواني سيكون المرشح الوحيد للمعارضة يعني أن ترشحه كان مسبوقا بالتنسيق بين أحزاب المعارضة الأخرى التي أعلنت رسميا عن تقديم مرشحين للانتخابات الرئاسية وسبقت باعلانها مرشح حركة التجديد والمبادرة وهي المبادرة التي لا تضم الآن سوى حركة التجديد وعدد من الوجوه المستقلة دون أن تضم أحزابا أخرى ضمن دائرتها في حين تستعد أحزاب المعارضة الأخرى إلى تقديم مرشحيها للانتخابات الرئاسية القادمة. تمسك الحلواني بأنه المرشح المعارض الوحيد في الانتخابات الرئاسية القادمة اثار ردود فعل أحزاب المعارضة الأخرى التي رأت فيه «تجنّ» عليها ومحاولة لاقصاء وطمس وجوه مرشحيها خاصة وان الترشح تحت غطاء المبادرة أصبح يثير أكثر من نقطة استفهام.. فما بالك باعلان الحلواني أنه المرشح المعارض الوحيد. **تلفزة ردّ السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية ومرشح حزبه للانتخابات الرئاسية القادمة جعله يتساءل في تصريح «للشروق» عن معنى عبارة المعارض الوحيد التي أطلقها السيد الحلواني. يقول بوشيحة في تصريحه إن هذا يعتبر نفيا للآخر وتكريسا للعقلية التي عرفناها قبل تغيير السابع من نوفمبر وأنه كان على السيد محمد علي الحلواني أن يكتفي فقط بالاعلان عن أنه المرشح الوحيد لحركة التجديد. وأضاف بوشيحة مرشح حزب الوحدة الشعبية للانتخابات الرئاسية القادمة بأن حزبه المعارض له برنامج متكامل ولا يدافع فقط عن قضية الظهور أمام شاشة التلفزة. وقال: «نحن نطالب الآن بضرورة أن نحترم أنفسنا فكل أحزاب المعارضة الأخرى تقوم بدورها وليس في مصلحة الحلواني إقصاء أي كان أو احتكار صفة المعارض الوحيد الذي نتمنى أن يكون في مستوى المنافسة السياسية». **مواجهة هل سيكون أمام السيد محمد علي الحلواني الآن الدفاع عن تصريحه كمرشح معارض وحيد قبل الدفاع عن حظوظه كمرشح لحركة التجديد والمبادرة؟ احتكار صفة المعارض الوحيد من طرف السيد الحلواني جعلت السيد منير الباجي رئيس الحزب الاجتماعي التحرري ومرشح حزبه للانتخابات الرئاسية القادمة يندّد باحتكار صفة المعارض والمناضل الديمقراطي وطمس تاريخ باقي المرشحين النضالي في الأحزاب والمنظمات. وقال في تصريح ل»الشروق» إذا كان الحلواني يدعي انه المرشح المعارض الوحيد فإنني أعلن أنني المرشح الديمقراطي الوحيد ولكنني لن أكون مرشحا «ستالينيا» على حدّ تعبيره ». وبلغ ردّ الفعل بالسيد منير الباجي إلى حدّ مطالبته للحلواني بمواجهة علنية للوقوف على حقيقة من هو المعارض الوحيد وليس المرشح الوحيد. هل خسر السيد محمد علي الحلواني مرشح حركة التجديد والمبادرة للانتخابات الرئاسية القادمة أكثر مما جناه من تصريحه وتمسكه بأنه المرشح المعارض الوحيد وبأنه ليس مرشحا للديكور..؟ ردود الفعل لم تقتصر على الأحزاب التي أعلنت رسميا عن تقديم مرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة بل شملت أيضا حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي أعلن مسؤول الاعلام فيها السيد جلال الأخضر أنها ستكون حاضرة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة وستقول كلمتها في الوقت المناسب. **تجاوز يقول جلال الأخضر انه لا يمكن لأي معارض أن يتجاوز حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي لها حضورها ولها تقاليدها ولها رصيدها في الساحة السياسية في تونس. وتساءل كيف للسيد محمد علي الحلواني أن يدعي أنه المرشح المعارض الوحيد في الوقت الذي توجد فيه ألوان وأطياف مختلفة في المعارضة لابد أن يجمعها الاحترام المتبادل. وأضاف: «إننا حركة تلعب دورها في تأمين التعددية في البلاد ولها رحابة الصدر التي تجعلها تتفاعل مع أي اختلاف في الرأي معها لكن دون اقصاء أو محاولة لاحتكار صفة النضال أو المعارضة معتبرا أن ذلك «الاحتكار» المقصود لن يخدم المعارضة ولن يتقدم بها. هل بعد ردود الفعل هذه مازال السيد محمد علي الحلواني مرشح حركة التجديد والمبادرة المبادرة التي صارت تضم حركة التجديد وعدد من المستقلين يتمسك بأنه المرشح المعارض الوحيد في الانتخابات الرئاسية القادمة أم أن ما خسره أكثر مما جناه قبل انطلاق الحملة الانتخابية؟