حذّر مسؤولون عراقيون من «مؤامرة أجنبية» تحاك ضد العراق إثر التفجير الذي استهدف مركزا للتجنيد وسط العاصة بغداد وأودى بحياة عشرات الاشخاص. وحمّل رئيس الوزراء العراقي في الحكومة المعيّنة إياد علاوي دولا وجهات أجنبية لم يحددها مسؤولية التفجير الذي جاء قبل أقل من أسبوعين من النقل الفعلي للسلطة الى الحكومة العراقية فيما وجهت سلطات الاحتلال أصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة. وقد جدّ انفجار كبير صباح أمس أمام أحد مراكز التجنيد التابعة للجيش العراقي الجديد في العاصمة بغداد وأسفر عن سقوط عشرات القتلى وأكثر من 130 من الجرحى. واتهم رئيس الوزراء العراقي المعيّن ووزيرا الدفاع والداخلية في الحكومة العراقية المنصّبة جهات أجنبية واقليمية بالتورّط في هذا الهجوم وفي موجة العنف المتزايدة منذ تولّي الحكومة الانتقالية مهامها مطلع الشهر الجاري. تورّط أجنبي وقال رئيس الوزراء العراقي المعيّن إياد علاوي ان هناك دولا أجنبية تحاول النيل من العراق، مشيرا الى أن هذه العملية التي وصفها بالجبانة لن تثني العراقيين عن السير نحو السلام والاستقرار. وأضاف علاوي في بيان أصدره مكتبه أن هذه العملية دليل آخر على أن هناك قوى تحاول النيل من الشعب العراقي، معربا عن أسفه للضحايا العراقيين في العملية. وقال علاوي: «لن نسمح بإيذاء أبناء العراق ونحذر هذه الفئة من ارتكاب محاولات أخرى». واتهم وزير الدفاع في الحكومة العراقية المؤقتة حازم الشعلان من جانبه «جهات اقليمية» بالتورّط في الهجوم وقال ان وزارته ستشن حملة «من بيت الى بيت» لملاحقة مرتكبي هذه العمليات. وصرح الشعلان للصحفيين «هناك جهات اقليمية متورطة في هذا العمل وباستطاعتنا أن ننقل العمليات الى ديارهم وبلدانهم». وأضاف الشعلان ان مرتكبي هذه العملية بعضهم مغرّر بهم والبعض الآخر يحمل من حالات الاجرام ما لم يعرفها التاريخ على حد تعبيره. وأشار الى أن وزارة الدفاع ستنفذ بالتعاون مع وزارة الداخلية العراقية حملة لاقتفاء أثر مرتكبي هذه العمليات دون أن يفصح عن تفاصيل هذه الحملة. وقال الشعلان «سيكون لنا جولات حاسمة ننتقل فيها من بيت الى بيت وسوف نضع حدا لهؤلاء وسنقطع أيديهم وأعناقهم». وذهب وزير الداخلية العراقي المعين فلاح النقيب الى حد اتهام بعض دول المنطقة بالسعي الى تفتيت العراق وتدميره. واتهم النقيب «بعض الاطراف والدول» بالوقوف وراء التفجيرات الاخيرة في العراق. واعتبر الوزير العراقي في مؤتمر صحفي ان «من أسباب ما يحصل في العراق وجود أطراف ودول ترغب في تدمير العراق». وأضاف النقيب أن «هذا ليس محض تخمينات» وان الدول المعنية ليست تلك التي خاضت حروبا من قبل مع العراق. واكتفى النقيب بالقول ان «هناك دولا في المنطقة ترغب في تفتيت العراق نظرا لثقله السياسي في المنطقة». وقال الوزير العراقي إن «منفذي هذه العمليات في العراق ليسوا من العراق ولدينا بعض الادلة على ذلك». وهدد النقيب باللجوء الى فرض الاحكام العرفية في العراق لوقف هذه الاعمال. وقال «هذه مؤامرة حقيقية ضد العراق لكننا سننتصر». مسؤولية الزرقاوي أما الجيش الامريكي الذي بدا عاجزا تماما كما أجهزة الامن العراقية الجديدة عن وضع حد لموجة التفجيرات فقد وجّه أصابع الاتهام مجددا الى جماعة «الجهاد والتوحيد» التي يقودها الاردني أبو مصعب الزرقاوي والتي تنشط في العراق حسب البيانات التي تبثها مواقع قريبة من تنظيم «القاعدة» على شبكة الانترنت. وقال الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر ان الطريقة التي نفّذ بها الهجوم تشبه طريقة الزرقاوي. وقال مسؤول في سلطة الاحتلال الامريكي في العراق انه «من المحتمل أن يكون الزرقاوي ينسق مع البعثيين وقدماء ضباط أجهزة المخابرات العراقيين لتنفيذ ما أسماه بموجة العنف في العراق قبل نقل السلطة». وصرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس بأن لندن «صدمت» للحادث لكنها حريصة على تسليم السلطة الى العراقيين في الموعد المحدد. وأضاف سترو ان الهجوم الذي وقع أمس «لن يشل من عزمنا أو من عزم العراقيين والسلطة ستنقل وسيتسلم العراقيون مصيرهم بأيديهم».