ثلاث حالات نفسية وسلوكية جديدة متعلقة بحياة الطفل والمراهق نسوقها لكم من خلال هذا العدد الجديد من العيادة النفسية ويتولى الاجابة عنها الاستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي. **الحالة الاولى انا شاب ابلغ من العمر 19 سنة ادرس بالجامعة وانتمي الى عائلة محافظة تتركب من اربع فتيات وانا اصغرهم تلقيت تربية تقليدية تعطي الاولوية للذكر وتغدق عليه ألوانا واشكالا من الاهتمام والتبجيل وعندما تحولت الى الجامعة وجدت نفسي مطالبا بالقيام بشؤوني بنفسي، حاولت تغيير نمط عيشي والتأقلم مع الاجواء الجديدة لكنني لم اقدر على ذلك مما دفع بي الى الانطواء والعزلة، كيف يمكن لي اكتساب ثقتي بنفسي من جديد؟ * جلال (تونس) **الردّ الاول: عدم ثقتك بنفسك وانطوائك وعزلتك هي نتيجة للتربية العائلية الخاطئة التي تلقيتها منذ الصغر نظرا لوضعيتك العائلية المتمثلة في كونك الطفل الوحيد وسط مجموعة من الفتيات مما جعلك مدلل من طرف الجميع وخوف والديك الزائد هو شعور لا شعوري مأتاه المحبة الشديدة والخوف من فقدانك. ما يمكن ان ننصحك به هو ان تستغل نضجك ومستواه الثقافي لتغيير نمط حياتك والابتعاد عن الاتكال والاعتماد على الغير في قضاء شؤونك الخاصة والعامة وان تتخذ من والدك صديقا حميما لتستفيد من تجاربه الحياتية حتى تتمكن من الاندماج في المجتمع ومن تحمل المسؤولية بكل ثقة بالنفس. **الحالة الثانية: ان وضعية ابني الدراسية ارهقتني نظرا لتدنّي نتائجه بالرغم من العناية الكبيرة التي نوليها اياه، فعمره لم يتعد العشر سنوات ويدرس بالسنة الثالثة اساسي كيف يمكن ان ادفعه لتحسين مستواه. * آمنة (القيروان) **الرد (2): نودّ لفت انتباه الاخت آمنة ان العناية المفرطة بدراسة ابنها لا تعني بالضرورة الحصول على نتائج ايجابية بل بالعكس فإن التركيز المفرط على دراسة الطفل يمكن ان تؤدي به الى فقدان التركيز. ونصيحتنا لك تتمثل في ضرورة توخى المرونة مع ابنك وان تمنحيه الفرصة الكافية للعب كما يمكنك عرضه على مختص نفساني ليقوم باختبار «الذكاء» لمعرفة درجة ذكاء ابنك وبالتالي الوقوف على الاسباب الحقيقية لتردي نتائجه. **الحالة الثالثة انا فتاة ابلغ من السنّ 13 سنة منذ فترة وجيزة اكتشفت انوثتي من خلال العادة الشهرية مشكلتي انني اخفيت هذا الامر على والدتي لخجلي الشديد وفي المقابل انا مقتنعة بضرورة اعلامها حتى تنصحني. * نازك (باجة) **الرد (3): لا داعي للخجل واعلمي ان هذه الحالة عادية وتمرّ بها كل فتاة في مرحلة البلوغ فعليك اعلام والدتك بالأمر حتى تساعدك على التعامل مع هذه العادة الى ان تتكيفي معها وتعتادين عليها.