ينطلق المنتخب في رحلة مقابلاته خارج القواعد وما من شك أن أهم هذه اللقاءات هي بادئها على أساس أن العامل النفساني الذي أصبح صاحب المفعول الأهم في المقابلات الدولية أضحى يعتمد على مبدأ «الانتصار يجلب الانتصار». الآن يجب نسيان كأس افريقيا بل الاحتياط أكثر فأكثر اعتبارا لما قد يمثل الانتصار على بطل افريقيا من حافز معنوي لكل فرق القارة ما يجر لاعبينا واطارنا الفني الى أخذ الاحتياطات اللازمة خاصة عندما تدور المقابلة في ظروف عصيبة من حرارة، ضغط جماهيري، رداءة ميدان، انحياز حكام، غيابات، اصابات... المنتخب المغربي الذي يعتبر منافسنا الأساسي في هذه المجموعة تعثر في مقابلة المالاوي وهو يترصد هزيمة لمنتخبنا في كوناكري حتى ينفرد بطليعة المجموعة. بالنسبة للقاء اليوم من المفروض تلافي ما وقع فيه المنتخب في اللقاء السابق ضد بوتسوانا من اهدار لفرص سهلة قد لا تتوفر بتلك الكمية ضد فرق من حجم المغرب وغينيا لذا التركيز والدقة في التصويب لا يجب أن تغيب عن الجديدي الذي عليه التحرر من عقلية اللاعب الاحتياطي وعن براهم الذي يجب أن ينسينا محدودية امكاناته الفنية بتسجيله للأهداف ليثبت جدارته بالانتماء للمنتخب وعن علي الزيتوني الذي يفاجئنا أحيانا بما يؤهله للاحتراف في أي فريق أوروبي بينما تارة أخرى ينزل مستواه الى درجة قد تفقده مكانه حتى في فريقه. من ضمن الثلاثي الغائب في اللقاء الفارط ضد المنتخب البوتسواني البوعزيزي، سانطوس والجزيري يسترجع المنتخب اللاعب الأول لتعزيز محور الوسط ولدفع الخطر في المناطق المحورية من الميدان ويبقى السؤال هو هل يتم اقحام بن عاشور منذ البداية أم يجنح لومار الى تعزيز الجانب الافتكاكي ليمتص حركية وسط الميدان المنافس الذي يؤثثه كل من فايندونو لاعب بوردو الفرنسي، عبد الكريم سلاي لاعب لكورن، عبد السلام سو لاعب نادي قطر لعزل مهاجمين في قيمة مانساري لاعب مونبيلييه وبانقورا لاعب ستندار لياج. وبالتالي قد تكون الاختيارات حذرة ومتجهة نحو الغلق والانكماش بتشريك كل من المناري والشاذلي واحد الكريمين (السعيدي أو الحقي) في وسط الميدان في ظل غياب النفطي الذي قد يجر المدرب أيضا لاقحام كلايتن في هذا الخط موفرا الفرصة لأنيس العياري للذود عن الرواق الدفاعي الأيسر وهو المعروف باستبساله في مثل هذه المقابلات الصعبة. وقد يتمادى لومار ومعلول في هذه الفكرة بالاعتماد على مهاجم وحيد الأرجح أن يكون الجديدي ويؤازره الغضبان أو ربما بن عاشور... على كل نحن تعودنا على بعض المفاجآت على مستوى التركيبة في المنتخب لكن في الأخير نحن نعلم تعلق المدرب لومار بخطة 4/2/3/1 التي من خلالها يوجد التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم ويضع عقبات للمنافس حتى لا يتمكن من اجتياح مناطق متقدمة من الميدان بالدفاع والضغط العالي وتضييق المساحات والتي أتت أكلها في كأس افريقيا الأخيرة.