تمكن أعوان الامن بنابل من تفكيك عصابة دولية تخصصت في تهريب الذهب من البلاد التونسية في اتجاه بعض الدول الأوروبية وقد امكن لشرطة نابل من القاء القبض على المتهم الرئيسي متلبسا وهو مواطن غيني، فيما تحصن الباقون بالفرار. المتهم الرئيسي، دخل البلاد التونسية قادما من افريقيا، وقد أمكنه الاستقرار والاقامة بعدما تعرف على فتاة تونسية من متساكني العاصمة فتزوجها ثم وبمجرد الاطمئنان على وضع اقامته، ارتبط بمجموعة اخرى من معارفه من افريقيا ويبدو ايضا من احدى الدول الأوروبية، واستطاع رفقة باقي عناصر المجموعة الحصول على ثماني بطاقات بنكية دولية ممغنطة من نوع (visa) بأسماء اخرى وقد انتهت صلوحيتها فقاموا باعادة شحنها بأساليبهم الخاصة. واستطاعوا بطريقة ما اختراق بعض الحسابات البنكية، ثم وفي مرحلة ثانية يكلف المتهم الرئيسي في قضية الحال، وهو ذو جنسية غينية، بالتوجه نحو محلات مخصصة لبيع المصوغ، البداية كانت مع بعض المحلات في العاصمة حيث يشتري عددا هاما من قطع المصوغ الذهبية غالية الثمن، ثم يقوم بتسديد المبالغ عن طريق البطاقة البنكية الممغنطة، عبر تمريرها من آلة خاصة لدى بعض بائعي الذهب تكون مرتبطة بأحد البنوك، وبعد ان يشتري المصوغ يتوجه الى مدينة نابل حيث يلتقي بباقي أفراد العصابة الذين يتولون تهريبه الى بعض الدول الأوروبية. ثم بعد ذلك وخشية من ان ينكشف امره، قرر مواصلة عملياته في الوطن القبلي واختار ولاية نابل كهدف لذلك، وبدأ يتردد على بعض محلات المصوغ هناك، ليشتري كميات هامة من الذهب ويقوم بتسديد مبالغها كالعادة عن طريق البطاقة البنكية، كما قام ايضا بتدليس بطاقة مهنية باسم شخص افريقي بان ازال صورة صاحبها وعوضها بصورته وادعى انه يشتغل مهندسا باحدى شركات البحث والتنقيب عن البترول، وادعى ايضا بأنه يتنقل في اطار طبيعة عمله بين العديد من الدول الافريقية، والعربية والاوروبية وأنه كلف بالعمل حاليا بتونس لابعاد الشبهة عنه. وتكررت عملياته في مدينة نابل لتبلغ سبعا الا انه في المرة قبل الأخيرة وبدخوله احد محلات المصوغ وبعد ان اقتنى عددا من القطع الذهبية أراد تسديد المبالغ الا ان البطاقة التي استظهر بها لصاحبة المحل لم تشتغل فأعلمته بالامر فما كان منه الا ان سلمها باقي البطاقات وطلب منها ان تقوم بتجربتها حتى العثور على البطاقة الصالحة، فارتابت صاحبة المحل من امره ومع ذلك وبعد ان استظهر لها ببطاقته المهنية المزوّرة سلمته البضاعة ولكنها اعلمت زوجها بالامر فطلب منها ان تخبره في صورة عودته. بعد بضعة أيام عاد »المتحيل« الى نفس المحل فقامت صاحبته باشعار زوجها فقام بدوره باعلام اعوان الامن الذين حلوا على الفور والقوا عليه القبض. وبالتحرير عليه اعترف بكل تفاصيل جريمته كاشفا عن هويات باقي عناصر الشبكة الذين تمكنوا من الفرار ومغادرة البلاد التونسية واعترف المتهم بانه قام بسبع عمليات غنم منها صحبة باقي افراد العصابة مئات الآلاف من الدنانير التونسية التي تهرّب بدورها الى بلدانهم الأصلية. وباحالته على قلم التحقيق اعترف ايضا بما نسب اليه من عمليات سرقة وتحيل وتدليس فأحيل الملف على دائرة الاتهام ثم الى احدى الدوائر الجنائية المختصة بالمحكمة الابتدائية بتونس، التي من المنتظر ان تحسم في موضوع القضية يوم 22 أكتوبر الجاري.