تصريحات السيد علاوي الذي يحتل منصب وزير أول برعاية الامريكان الذين يحتلون العراق ملتهبة زيادة عن اللزوم... فالطقس في العراق في هذا الفصل الحارق لا يحتاج الى مزيد من اشعال النار... قال أنه قد يلجأ الى اعلان حالة الطوارئ... والحال ان المخول الوحيد لاتخاذ هذا القرار في عراق اليوم هي المقاومة فهي التي تفرض منع الجولان في الأماكن الساخنة على الجنود الامريكان والشخصيات العراقية التابعة للتحالف... وهي التي تتحرك متى تشاء وأنّى تشاء بحضور الآلة العسكرية الامريكية فما بالك بعد 30 جوان... ثم وزيادة على هذا لقد تعود العراقيون على القوانين العرفية وحتى القوانين الوحشية تلك التي سمحت بما جرى في أبو غريب واستباحت الخطف والقتل والمداهمة دون وجه حق... ليس هناك شيء مازال المواطن العراقي يخاف عليه... أرضه أستبيحت عرضه انتهك... ثرواته سرقت كرامته باعها جماعة جاؤوا مع المحتل... وهي حكومة مزدوجة بقدر ما هي مؤقتة... والمزدوج فيها هو خدمة المحتل واحتلال المناصب كما يبدو «المزدوج» أيضا في الجنسية... لأن عديد الوزراء أمريكان عراقيون... أي أمراقيون... أي حتى شيء... والازدواجية في خطاب السيد علاوي تبرز في اتهامه دول الجوار بدعم «المخرّبين» وهو نفسه الذي يدعوها الى مساعدة المحتل على استتباب الأمن... ومن سوء حظ الوزير الاول مؤقتا ان تصريحاته الدبلوماسية تواجه فورا بالتكذيب من واشنطن كما تواجه تصريحاته الامنية فورا بالتكذيب من قبل المقاومة... وعودة الى حالة الطوارئ... فمن يا ترى يخرج ليلا في عراق الخراب وغياب القانون والاحتلال؟! من يخرجون هم رجال المقاومة وهم يعرفون ما يفعلون... والأفضل اذن ان تكون الشوارع خالية من المدنيين لينفردوا بالمحتلين المدججين بالرعب والخوف... لقد طالت المسرحية... وستبقى فصولها متواصلة الى يوم الانتخابات الرئاسية الامريكية... لن ينسحب الامريكان حتى ذلك الموعد... لن يسلموا السيادة للعراق... لن يكفوا عن القتل والتخبط في الوحل... المهم هو تأجيل الهروب الى ما بعد الموعد الرئاسي غير أنهم بهذا يقحمون المقاومة في دائرة الناخبين... هم أيضا سيصوتون في هذه الانتخابات... وربما افتكوا حق الفيتو في هذا السباق...