اعترف مسؤول عسكري أمريكي كبير بأن المقاومة العراقية قادرة على الاستمرار في مقارعة الاحتلال الامريكي لمدة 10 سنوات أخرى في وقت تتكبد فيه قوات الاحتلال أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى يوميا. وجاء هذا الاعتراف الذي نقلته امس صحيفة «يو. اس. اي توادي» ليعزز اعترافات أمريكية سابقة بضراوة المقاومة المسلحة التي بدأت فور حدوث الغزو قبل 17 شهرا تقريبا، وبامتلاك هذه المقاومة أسباب الاستمرار في مواجهة قوات الغزو الامريكية على الرغم من تصنيفها ضمن ما سمي «قوات متعددة الجنسيات». مقاومة لا تُهزم ونقلت امس «يو. اس. اي. توادي» عن «راندولف غانغل» الذي يرأس مركزا عسكريا تابعا لقوات مشاة البحرية (المارينز) قوله انه في حال اتجهت الارادة السياسية في واشنطن لإبقاء القوات الأمريكية في العراق فإن هذا يعني ان المقاومة المسلحة يمكن ان تستمر لمدة 10 سنوات. والى جانب هذا الاعتراف بشأن صلابة المقاومة العراقية وقدرتها على التواصل، كشفت الصحيفة ان المعدل اليومي لهجمات المقاومين العراقيين على قوات الاحتلال ظل تقريبا في المستوى نفسه الذي كان عليه في جوان الماضي قبل تنصيب مسؤولي الحكومة العراقية المؤقتة المعينة من قبل سلطة الاحتلال. وفي تقديرات أخرى متناقضة تماما مع تقديرات راندولف غانغل اعتبر عقيد الاستخبارات في مشاة البحرية «داستي رودس» ان مواصلة القوات الأمريكية لمدة عام اخر في نفس الخط الذي تسير فيه الآن قد يقود باتجاه «تآكل» المقاومة العراقية وتفتتها. ونقلت «يو. اس. اي. توادي» عن عقيد الاستخبارات الامريكي قوله ان قوات الاحتلال في العراق لا تواجه في الوقت الراهن شبح الهزيمة العسكرية. واعتبر ايضا ان الحكومة العراقية وحدها فقط يمكن ان تحرز «النصر». وتؤيد الارقام التي تكشف عنها المصادر الامريكية التصريحات والاعترافات بأن المقاومة في العراق لا يمكن ان تضمحل، فقد كان المسؤولون الامريكيون يتوقعون تقلص المقاومة المسلحة بعد نقل السلطة الى حكومة اياد علاوي لكن هذه التوقعات لم تكن صائبة. فخلال شهر جويلية الماضي نفذ المقاومون 1415 هجوما مقابل 1521 في جوان وفق البيانات العسكرية الأمريكية وهو ما يعني ان وتيرة عمليات المقاومة العراقية ظلت على حالها تقريبا. وحتى نوعية الهجمات ظلت تقريبا نفسها حيث ان ثلث مجموع تلك الهجمات نفذ بواسطة مدفعية الهاون (468 في جويلية مقابل 474 في جوان) في حين بلغ عدد الهجمات بواسطة العبوات الناسفة 377 هجوما مقابل حوالي 100 هجوم بواسطة القاذفات الصاروخية.