أبو لبابة من أولئك المسلمين المتميزين وهو الذي خصه القرآن بما نزل فيه، وله أياد على الاسلام وفي التعرف عليه وعلى خصاله ومناقبه فائدة كبرى. ومواقف أبي لبابة الانصاري في الاسلام لا تنسى، فهو أحد النقباء الذين بايعوا الرسول بيعة العقبة، وهي العقبة الثانية وذكره ابن اسحاق باسم رفاعة، ولم ينتبه لهذا من حقق سيرة ابن هشام حيث لم تذكر كنيته، ولم يذكر باسمه الذي اشتهر به وهو بشير. وشهد أبولبابة مع الرسول ص المشاهد الكبرى، ومنها بدر وذكر ابن هشام في مختصره لسيرة ابن اسحاق ان النبي ص استعمل عمر بن أم كلثوم على الصلاة ثم رد أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة اي جعله واليا عليها. **اسطوانة التوبة وكما استعمله النبي على المدينة في غزوة بدر التي كانت في العام الثاني للهجرة، ذلك استعمله في غزوة السويق التي طلب فيها النبي ص أبا سفيان حين أغار على المدنية وكانت هذه الغزوة في العام الثاني للهجرة وكذلك استعمله الرسول على المدينة في غزوة بني قيناع. ورغم هذه المكانة المرموقة، لم يتردد صاحبنا على ربط نفسه في اسطوانة تعرف باسمه الآن لأنه خالف أمرا للرسول وتخلف عن احدى الغزوات. وهذه الاسطوانة التي ربط فيها أبو لبابة نفسه تعرف اليوم باسم اسطوانة التوبة أو اسطوانة أبي لبابة وهي التي كان النبي ص يصلي عندها نوافله. **أين مات؟ يؤكد المؤرخون انه مات عام 40ه في خلافة علي بن أبي طالب ولم يتعرضوا بكلمة الى مكان وفاته، وهل مات شهيدا او على فراشه وفي اية جهة ولا يعرف متى عرف أهل قابس قبره، وجعلوا منه مزارا. ويحدد أهل قابس المكان الذي مات فيه أبو لبابة فيذكرون انه مات ب»وادي الغيران» غربي كنانة على بعد نحو 18 كيلومترا من قابس، ونقلت جثته الى حيث ضريحه الآن، وعلى الارجح ان أبا لبابة قدم الى افريقية في احدى السرايا التي كانت تتوارد على افريقية بصفة مستمرة. **ضريحه ويقع ضريح أبي لبابة على ربوة تطل على قرية المنزل في الجنوب وهي بالنسبة للمدينة في الجنوب الغربي. وقد وصف العياشي الضريح في القرن الحادي عشر بالعظمة حيث قال : «وقد بنى عليه أمير تونس حمودة بنيانا عظيما أثابه الله على قصده الجميل». والضريح الآن عبارة عن مسجد بسقفه قبة يفتح الشرق، وأمام مدخل المسجد غطاء يرتكز على السواري والاقواس. وفي واجهته العليا عثر كما ورد في سلسلة مشاهير لمحمد بوذينة على كتابة أفسدها الجير نقرأ فيها : «بسم الله الرحمان الرحيم، لا إلاه الا الله محمد رسول الله» ويوجد اسم البناء الذي تولى بناء الغطاء حسب الظن وهو عمر بن حسن بن الطيب التونسي عام 1291، وعلى يمين الداخل للمسجد بيت يصعد لمدخله بدرجتين وبالبيت التابوت الموضوع فوق القبر وعند رأس التابوت رخامة.