تونس «الشروق» الفلوجة ليست بحاجة الى الزرقاوي أو غيره كي يدافع عنها ففيها مقاتلون يحبون الموت مثلما يحرص الأمريكيون وغيرهم على الحياة... هذا ما قاله أحد شيوخ الفلوجة وهو يجسد غضب الأهالي بعد الغارة الأمريكية الأخيرة التي أوقعت الجمعة الماضي عشرات الشهداء من أبناء المدينة لكن الرجل كان في الوقت ذاته يدحض المزاعم الأمريكية بأن الذين استهدفتهم الغارة كانوا من أتباع الزرقاوي... هذا الذي بات مطية يركبها الأمريكيون كلما ذبح عشرات الأبرياء العراقيين بأشد الأسلحة فتكا لمجرد «الشبهة» حينا ولغرض «التأديب» أو «الترويع» أحيانا أخرى... وكما فعل حين أزهقت طائراته قبل أسابيع أرواح عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين كانوا يشاركون في عرس بمنطقة «القائم» على الحدود مع سوريا تعاطى الجيش الأمريكي بالمنطق ذاته مع القصف الأخير في الفلوجة... فقد صوّر جنرالاته الضحايا على انهم من اتباع الزرقاوي ثم «تبرع» أحد العسكريين الأمريكيين بالكشف عن وجود من مساعدي الزرقاوي بين ضحايا الغارة... بهذه الذريعة... ذريعة الإرهاب... وبهذا الاستخفاف بات المحتل الأمريكي يعامل العراقيين حتى أنه لا يخجل من أن يدعي لنفسه «حق» القتل بدعوى ضرب «الارهابيين» مثلما ادعى لنفسه حق تعذيب المعتقلين في سجن «أبو غريب» وغيره من معتقلات الاحتلال في العراق بدعوى أن هؤلاء يشكلون خطرا ينبغي القضاء عليه. وهكذا يتضح أن قصف الفلوجة بعد دكها في أفريل بالطائرات والمدفعية وسقوط مئات الشهداء يثبت الى أي مدى بلغت استهانة المحتلين الأمريكيين بالشعب العراقي... فبقدر ما يتسع نطاق المقاومة المسلحة بقدر ما تتفاقم حالة العداء بين الشعب العراقي والمحتل الذي يلجأ في كل مرة الى ذريعة الارهاب (كما لجأ قبلها الى ذريعة أسلحة الدمار الشامل) لصب نقمته على الشعب العراقي... الذي تحول من «مضطهد» يستحق استخدام القوة الماحقة الى «ارهابي» ملاحق في كل مدينة وقرية. بهذا الشكل تقريبا حدث انقلاب تام في الصورة ولم يعد المحتل الأمريكي مهتما ب»تحرير» العراقيين واعادة السيادة المسلوبة اليهم وانما ما يشغله حقيقة هو الابقاء على هذا الاحتلال باي وسيلة حتى لو تطلب ذلك وضع العراقيين في «الأقفاص»!