في كل مرة يطل فيها علينا مسؤولون أمريكيون عبر شاشات التلفزيون لا يفتأ هؤلاء يربطون بين الأحداث الدامية التي يشهدها العراق حاليا وبين من يسمونهم ب»الارهابيين» وجماعة «الزرقاوي».. فطوال الأسابيع الماضية والتي عجزوا فيها عن هزم المقاومة وذلك باعتراف منهم صنع هؤلاء «أسطورة» الزرقاوي وألقوا على من يصفونهم ب»المجرمين» المسؤولية في ما يشهده العراق. ولأن قادة العراق الجدد كما يسمون أنفسهم في أغلبهم غرباء عن العراق وشعبه فقد انخرطوا هم أيضا في «الترويج» لأسطورة الزرقاوي حتى أن «السيد» علاوي «تبنى» صراحة بعض الغارات الأمريكية التي استهدفت مدينة الفلوجة والتي أوقعت عشرات الشهداء بذريعة أن هذه الغارات كانت تستهدف جماعة الزرقاوي بينما الصور التي تناقلتها مختلف المحطات التلفزية أكدت أن الهدف لم يكن لا «الزرقاوي» ولا حتى «الحمراوي» بل أن الضحايا كانوا من المدنيين الأبرياء ومعظمهم من الأطفال والنساء.. بيد أن ذلك لا يعني أن ليس هنالك دخلاء في العراق فهؤلاء الدخلاء هم قوات الغزو الامريكية التي شنت حربا غير شرعية على العراق وشعبه ومقدراته وفرضت عليه احتلالا دمويا كما هو المشهد الآن في مدينة النجف وسامراء والرمادي وغيرها من المدن العراقية. كما أن بين «الدخلاء» أيضا أولئك «العراقيين» الذين يصفون أنفسهم ب»الوطنيين» والذين جاؤوا على ظهور الدبابات الامريكية وبلا تفويض من الشعب العراقي الذي يتكلمون باسمه بل وفي مواجهة رغباته وارادته عبر عقد «صفقة» بائسة مع المحتل جوهرها مساعدته على إضفاء شرعية على احتلاله مقابل تسليمهم الحكم والسلطة كما يقولون! ولا شك ان هذا الصنف من الدخلاء ومهما نجح في الحفاظ على مواقعه (وهذا امر مستبعد على الاقل في ا لظرف الراهن) فإنه سيبقى دائما في حالة صراع مع شرائح واسعة من الشعب العراقي.. كما ان مصيره ومصير قراراته سيبقيان ايضا أسيري القرار الامريكي من ناحية وتصميم المقاومة على مواصلة عملياتها من ناحية اخرى... وبناء على ذلك فإن الحل المنطقي الآن لخروج العراق من المشهد الدامي الذي يعيش على وقعه يكمن بلا شك في رحيل هؤلاء الدخلاء جميعا وترك العراق للعراقيين الذين فشلت قوات الاحتلال وعملاؤها في تركيعهم وفي ثني عزائمهم بالرغم من الاذلال الذي لحق بهم... وعندها ستجد المقاومة العراقية خطابها ونهجها الذي تتوحد حوله الاغلبية الكبرى من الشعب العراقي.. وستعرف المقاومة حينئذ كيف تضع حدا للاتهامات التي يوجهها لها بعض «الصائدين» في الماء العكر الذي يحاولون «دمغ» المقاومة بالارهاب... كما ستعرف (المقاومة) كيف تكشف «عورة» هؤلاء الدخلاء وتعري ديمقراطيتهم المزعومة التي يتشدقون بها... وفي ضوء هذه الحقائق سيدرك هؤلاء الذين خدعهم المحتل ان لا مستقبل للعراق تحت الاحتلال او في ظل المساومة معه ومع أهدافه.. هؤلاء جميعا سيلفظهم الشعب العراقي... والتاريخ.. والجغرافيا ايضا...