لا جدال في ان مقابلة الغد ستكون »مصيرية« للنادي الافريقي الراغب في تحدّي كل المعطيات وخاصة ثلاثية الذهاب التي حصلت في ظروف خاصة.. لكن السؤال الذي يسبق الافريقي إلى الملعب: هل يستطيع زملاء طارق سالم امطار شباك منافسهم بثلاثية أو أكثر وضمان ورقة العبور إلى الدور النهائي ليتم رسميا وضع حجر الأساس لحلم افريقي سبق للفريق أن أنجزه ذات عام 91؟ قبل الاجابة عن هذا السؤال نسوق بعض المعطيات التي لا بدّ منها داخل تخطيط المنصف الشرقي ليمرّ ممثل الكرة التونسية إلى المواجهة النهائية وبتوفر هذه المعطيات وهو ما نتمناه جميعا سينجز النادي الافريقي الوعد الذي قطعه على نفسه وعلى جمهوره بالوصول إلى »العين« الافريقية والشرب منها. ضرورة التسجيل المبكر بما ان النادي الافريقي مطالب بالتسجيل المبكر لزعزعة المنافس وادخال الارتباك على لاعبيه وجعل ممثل تونس يلعب بأكثر راحة في مباراة لن تكون سهلة بكل المقاييس سيكون هجوم الافريقي مطالبا فيها بتحمل الأعباء بما ان المنافس سيلعب الدفاع كما هو متوقع ومنتظر مثلما تعودنا من الفرق السمراء ثم ان فريق قاروا حقق فوزا باهرا في اللقاء الأول بما يجعله يعتمد الدفاع بالدرجة الأولى ثم الهجومات المعاكسة. الخط الأمامي للافريقي مطالب بالتعرف على الثغرات وسرعة تغيير أسلوب اللعب في حالة تعذر النجاح بطريقة تمّ تطبيقها والتدرب عليها في الحصص التي سبقت المباراة. عامل الأرض والجمهور الافريقي سيهاجم ومعه الأرض والجمهور وهو مطالب باللعب بسرعة دون تسرع واستغلال ضعف الخط الخلفي لفريق القطن الرياضي بقاروا والذي ظهر هشا خلال مباراة الذهاب عندما توفرت أكثر من فرصة للافريقي لكن الخلفاوي وخاصة الميساوي لم يعرفا كيف يتعاملان مع هذه الفرصة السهلة. وأكيد أن مباراة الغد ستسمح للنادي الافريقي بخلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل وما على اللاعبين إلا التعامل معها بهدوء حتى يتمكنوا من التجسيل المبكر قصد العودة في المباراة. وهذا لن يتحقق إلا متى عرف اللاعبون كيف يتخلصون من الضغط المسلط عليهم من طرف الجمهور وكذلك بنسيان نتيجة مباراة الذهاب منذ أسبوعين بالكامرون والتي تعرض فيها الفريق إلى هزيمة قاسية اثر هفوات فردية. الحلّ في التسربات الجانبية؟ مدرب الافريقي يعول كثيرا على الجانبين الأيمن والأيسر في مباراة سيعتمد فيها المنافس على الدفاع قبل وبعد كل شيء خصوصا وانه يلعب خارج ميدانه وحقق في اللقاء الأول فوزا هاما للغاية. ويؤمن الجهاز الفني للافريقي ان الحل يكمن في اللعب على الرواقين الأيمن والأيسر من أجل خلق أكثر ما يمكن من الفرص لكن هذا مرتبط بمدى قدرة اللاعبين المكلفين بهذه المهمة في اللعب بانضباط وعدم اليأس مهما تأخر حصول الهدف الأول؟ صحيح ان أفضل سيناريو هو التسجيل منذ البداية لكن عدم الوصول إلى هذه الغاية احتمال وارد لابد من أخذه بعين الاعتبار حتى لا يتأثر الفريق سلبيا ويصبح اللعب غير مركز ودون خطة واضحة. الروح والحماس أهم مما لا شك فيه ونحن نتابع التمارين اليومية للفريق ان التشكيلة معروفة ومحسومة والطريقة واضحة ولن تتغير لأسباب يعرفها كل متابع للافريقي وقائمته الافريقية ولكن النادي الافريقي في حاجة ملحة وأكيدة إلى ما هو أهم من طريقة اللعب والعناصر التي ستبدأ اللقاء. الافريقي في حاجة ملحة للروح والحماس اللذين سيكون عليهما كل لاعب والفريق ككل والنادي الافريقي يلعب المباراة وهو في حاجة ملحة ليقدم كل لاعب أفضل ما عنده حتى يمكن له أن يتغلب على المنافس ويردّ انتصاره العريض في الذهاب وتحدّي غياب بعض اللاعبين المؤثرين خصوصا وان العناصر المؤهلة للمباريات الافريقية عددها قليل... وقليل جدا. فهل يتغلب اللعب الجماعي والعزيمة والاصرار على المنافس والغيابات ويحقق الافريقي فوزا عريضا يضمن الترشح؟