خصص مجلس وزاري انعقد صباح أمس بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي للنظر في استراتيجية تنمية السياحة التي أقرها رئيس الجمهورية لتأهيل هذا القطاع وتحديثه كسبا لرهان المنافسة في نطاق رؤية مجددة واعتمادا على الجودة التامة. واستعرض المجلس الاستنتاجات الأولية للاستشارة الوطنية التي أذن رئيس الدولة بتنظيمها في 13 فيفري 2004 لتعميق النظر في آفاق هذا القطاع ومزيد تشريك أهل المهنة وتفعيل دورهم في تحقيق الأهداف المرسومة لهذا القطاع. وقد أبرزت هذه الاستشارة الوعي العميق لدى أهل المهنة بأهمية المرحلة واستعدادهم للعمل على كسب الرهانات وتدعيم آليات الشراكة بين الإدارة والمهنة ومزيد دعم القدرة التنافسية للمنتوج السياحي والمؤسسة السياحية مع توظيف التكنولوجيات الحديثة للاتصال. وقد أكد رئيس الدولة على أهمية نتائج هذه الاستشارة وضرورة متابعتها وأذن ببعث لجنة متابعة قارة لهذا الغرض. وحرصا على إرساء سياسة تأهيل شاملة لكل القطاعات في ضوء نتائج الدراسة التي كان أذن بها رئيس الدولة في جوان 2003 للرفع من مردودية القطاع السياحي أقر المجلس : * الانطلاق في تنفيذ برنامج تحديثي نموذجي يشمل حوالي 45 مؤسسة فندقية بطاقة إيواء تقدر ب 20 ألف سرير وذلك وفق مقاييس مضبوطة للانخراط في هذا البرنامج. * العمل على تنويع المنتوج السياحي والرفع من مردودية القطاع بإيجاد الحلول الملائمة للصعوبات الهيكلية. واعتبارا لدور التكوين الجيد في ضمان تأمين خدمات سياحية ذات مستوى رفيع أذن رئيس الدولة بوضع منظومة تكوينية متكاملة في اطار الشراكة بين المؤسسات التكوينية العمومية والخاصة وأهل المهنة وذلك بتدعيم المراكز الحالية وتطوير برامجها. كما أذن بتحويل مدرسة السياحة بسيدي الظريف الى معهد للدراسات السياحية العليا يعنى بتكوين الإطارات المتوسطة والعليا التي يحتاجها القطاع السياحي. أما بخصوص الترويج فقد أقر المجلس اعتماد استراتيجية اتصال تتلاءم وحاجيات الطلب السياحي مع تشريك مباشر وفاعل للمهنيين وكل المتعاملين مع القطاع في إعداد البرامج الترويجية وإنجازها. وتفاعلا مع توجهات الرئيس بن علي في اعتماد وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة لترشيد العمل ودعم نجاعته أكد رئيس الدولة على أهمية إحداث بوابة وطنية لدفع ترويج وتسويق المنتوج السياحي الوطني وذلك بمشاركة الأطراف المتدخلة في القطاع. وأوصى رئيس الدولة بمزيد تنويع المنتوج السياحي وذلك بالعناية بالسياحة الثقافية وبالاستغلال الأمثل لما تزخر به تونس من تراث ثقافي ومخزون حضاري. كما أبرز رئيس الدولة أهمية مواكبة قطاع النقل لنمو وتطور القطاع السياحي. وتأكيدا لدور الجهات في تهيئة أفضل الظروف لترويج المنتوج السياحي أوصى رئيس الدولة بإحداث لجان جهوية توكل إليها المتابعة والتنسيق بين المتدخلين في القطاع السياحي على المستوى الجهوي.