نوعت المقاومة العراقية في مدينة الفلوجة أمس من أساليبها «التكتيكية» ضد الغزاة حيث تمكنت من قطع طرق الإمداد عن الأمريكان وفرضت عليهم «حصارا غذائيا». فيما نفذت أمس المقاومة هجمات جريئة ودكت مقر الاحتلال بالصواريخ. وجاءت هذه العمليات غداة القصف الذي تعرضت له المدينة والذي زعم الجيش الأمريكي أنه كان يستهدف مواقع لأبي مصعب الزرقاوي. ونفذ مقاومون عراقيون سلسلة من الهجمات أوقعت خسائر فادحة في صفوف الاحتلال وفق ما أكده مصادر صحفية. وذكرت المصادر ذاتها إن سيارة مفخخة اقتحمت القاعدة الأمريكيةبالمدينة ثم انفجرت في الداخل وأعقب ذلك في ما بعد عملية مزدوجة بإطلاق ثلاثة صواريخ استهدفت القاعدة نفسها. ولم تورد إلى حدّ الآن معلومات عن وقوع خسائر في صفوف الغزاة. وفي الواقع فقد تفجر الوضع مجددا بمدينة الفلوجة خلال الأيام القليلة الماضية حيث اندلعت اشتباكات بين الأمريكان والمقاومة العراقية التي باتت تتوخّى طرق جريئة في مواجهة الغزاة. حصار... غذائي ووفق ما ذكرته مصادر صحفية فقد استطاعت المقاومة العراقية أمس قطع طرق الامداد عن الجيش الأمريكي وفرضت عليه «حصارا غذائيا» حول مدينة الفلوجة. وقامت عناصر المقاومة بالخصوص بقطع الطرق التي تأتي من الفلاحات والصقلوية والخالدية والرمادي والموصل وقطعت جميع هذه الطرق. وذكرت المصادر أنه لم يأت أي نوع من الامدادات للقوات الأمريكية المحاصرة حول الفلوجة منذ صباح يوم أمس.. وبهذا تكون المقاومة العراقية قد كررت السيناريو البطولي الذي كانت قد نفذته في أفريل الماضي الذي شهد معارك ضارية بين المقاومين وقوات الاحتلال الأمريكي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين العراقيين. وكانت المقاومة في أفريل الماضي قد تمكنت من تحويل الحصار الذي تعرضت له الفلوجة الى حصار للقوات الأمريكية حول المدينة. لكن مصادر أشارت أمس الى أنه لم تبق للقوات الأمريكية من قواعد الإمداد إلا قاعدة «الحبانية» غربا والتي تقع على بعد 20 كيلومترا من المدينة وهي معرضة لعمليات المقاومة وقاعدة أخرى تقع بالقرب من منطقة «المزرعة» شمال شرق الفلوجة التي تشهد بدورها معارك بين الأمريكان والمقاومين. مزاعم... أمريكية وجاء هذا «التصعيد» من قبل المقاومة العراقية بالخصوص غداة قصف تعرضت له مدينة الفلوجة من قبل الأمريكان حيث يدعي الجيش الأمريكي أنه يستهدف من خلال ذلك مواقع لشبكة أبي مصعب الزرقاوي الذي يتهمه «المارينز» بالوقوف وراءسلسلة الهجمات التي هزّت عدة مدن في العراق خلال الأيام الماضية. وفي هذا السياق تحديدا زعم «البنتاغون» أمس أن أبا مصعب الزرقاوي أفلت من الموت أثناء القصف الذي استهدف أحد «مخابئه» في الفلوجة أمس الأول. وقال مسؤول في «البنتاغون» لم يكشف عن اسمه ان طائرة تجسس بلا طيار كانت تحلق في أجواء المنطقة أثناء القصف رصدت تحرك قافلة من السيارات كانت تتجه الى الهدف عندما ترجل منها شخص يعتقد أنه الزرقاوي الذي سقط أرضا بسبب قوة الانفجار ولكنه نجا وامتطى احدى السيارات بسرعة كبيرة حسب تعبيره. وأضاف المسؤول ذاته انه بالرغم من هذا القصف الذي استخدمت فيه قنابل تزن 500 رطل فإن هذا الأخير لم يلق حتفه. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الزرقاوي هو الشخصية الوحيدة في شبكته الذي يتنقل تحت اجراءات أمنية مشددة. ويزعم مسؤولو البنتاغون أن الزرقاوي يتخذ من الفلوجة قاعدة لتنفيذ عملياته ضد القوات الأمريكية.. لكن في الواقع هذه المزاعم الأمريكية تأتي في سياق تبرير القصف الوحشي الذي يشنه المارينز على المدينة في كل مرة والذي يسقط على اثره عشرات المدنيين العراقيين بالرغم من اتفاق الهدنة الذي وقع في أفريل الماضي.