أضرّت الأمطار الأخيرة بالخضر والغلال لا سيما منها الدلاع والبطيخ من حيث الحجم والجودة وهو ما أثر على اقبال المواطنين على شراءهذه النوعية من الغلال فماذا عن التفسير العلمي لقيمة الضرر؟ وهل من انعكاسات سلبية على صحة المواطن؟ للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها اتصلت «الشروق» بالسيدة هاجر جباري باحثة بالمعهد الوطني للبحوث الزراعية وأفادت بأنه الامطار عندما تنزل في الصيف ومع ارتفاع الحرارة تتسبب في اصابة الخضر والغلال خاصة الدلاع والبطيخ بالأمراض الفطرية ومنها مرض البياض الدقيقي. وتصيب الأمراض أوراق النبتة من خضر أو غلال فتحرقها وحينها تجد الخضر أو الغلال نفسها في حالة عراءتام لضربات الشمس. وأضافت أن هجرة مادة السكر من الورق الى الغلال تتم في الأيام الأخيرة من النضج فيكون البطيخ أو الدلاع حلوا لكن الأمطار تمكنت من حرق الورق قبل هجرة السكر. لاحظت الباحثة بعد جولة في الأسواق أن الدلاع والبطيخ تضرّر من الأمطار الأخيرة وبدت الأضرار في صغر حجمه وعدم اكتمال نموه كما بدت في جودته وطعمه الخالي من السكر. وذكرت أنها زارت أيضا في اطار القيام ببحث حول «تصلّب الدلاع» ببعض المناطق المنتجة كالقيروان فلاحظت بعض التأثيرات لكنها وجدت في المقابل وعيا من قبل الفلاحين بأهمية المداواة بعد نزول الأمطار مباشرة وهو ما أنقذ الصابة من التضرّر. وتمكن هذه الأدوية من القضاء على الأمراض الفطرية التي تصيب ورق النبتة. وذكرت من جهة أخرى أن الكثير من الفلاحين اتصلوا بالادارة وتمكنوا من الحصول على الارشادات اللازمة وتمكنوا من انقاذ الموقف. وحول مدى تأثير «البرق» على جودة الدلاع كما هو معلوم بالذاكرة الشعبية أفادت «صحيح أن البرق يتسبب في تصلّب الدلاع فيصبح قلبه غير صالح للاستهلاك وشبيه بالاسفنج لكن العلم الى يومنا هذا لم يفسّر المرض ونكتفي بالقول بأنها تحوّلات فزيولوجية تصيب الدلاع بعد تعرّضه لومضات البرق». ونفت السيدة هاجر امكانية الاصابة بأي أضرار صحية أثناءتناول الدلاع كما نفت امكانية تضرر جميع الصابة بالأمراض الفطرية لأن الفلاح التونسي صار واعيا بأهمية المداواة وتتبع الصابة لإنقاذها من التلف عند حدوث طارئ.