ككل عام يجتهد تلاميذ مدرسة «اسمود» في عرضهم السنوي الذي انتظم مؤخرا بأحد فضاءات ضفاف البحيرة في ابتكار تقليعات تتناسب مع عقيلة الشباب الذي يبحث عن التحرر والشفافية والجاذبية لكن دون القطع مع التقاليد والروح التونسية الاصيلة. وتميزت الابتكارات التي صممها تلاميذ السنتين الاولى والثانية بعدة خصائص أهمها «الفنطازيا» والالوان الزاهية والاقشمة البسيطة وغير المكلفة، فقد ركز هؤلاء عملهم على تطويع القماش لأفكارهم الغريبة التي تستمد قوتها من روح الشباب والافكار المتفتحة على الآخر. وأضيف الى هذه التقليعات (أطفال، لباس رياضة، سهرة، رجال) مسحة من الماكياج الخفيف والمثير في آن واحد، ومما زاد في قيمة التقليعات المبتكرة رغم قلة تجربة أصحابها بالمقارنة مع المصممين المتواجدين في الساحة منذ سنوات أنها مرتبطة بالواقع ومهيأة للاستخدام اليومي ومصنوعة من أقمشة وبألوان في متناول كل من يهمه الامر، وهذا هو الأساس الذي تبنى عليه الآن التصاميم الحديثة، فقد ولى عهد التعقيد والافكار الخارجة عن المألوف وحل محله البحث عن الجديد دون تكليف أو جنون. ابتكارات راقية وبعد القسم الاول المخصص للسنوات الاولى كان للحاضرين لقاء مفتوح مع الابتكارات القريبة من الحرفية، وهنا اتجه تلاميذ السنوات النهائية الى الخياطة الراقية، وملابس الاطفال والملابس الداخلية وهي كلها تقليعات وتصاميم تتطلب حذقا وجدية في وضع الافكار تم تجسيدها في شكل ملابس قابلة للاستعمال اليومي او في الحفلات والسهرات. والى جانب ألوان «الباستيل» المستخدمة بكثرة في التصاميم الجديدة اهتدى مصممو المستقبل الى مزيج من الألوان العادية مثل الاسود والابيض والاحمر بينما تراوح الخطوط بين التصميم المعتاد و»الفنطازيا» واللباس العسكري واللباس الرياضي الخفيف والهادئ، وكان للأطفال الذين ارتدوا عدة تقليعات متناسقة وجميلة دور كبير في اضفاء المزيد من المرح على العرض. ويمكن القول انهم صنعوا الحدث بعفويتهم وقدرتهم على التحرك فوق البوديوم بخفة ودون تكلف. ووفقت السيدة كلثوم مروان الفائزة بالجائزة الاولى في اللباس الداخلي النسائي والخياطة الرفيعة في اختيار تصاميم أبعد ما تكون عن التعقيد الذي يصاحب عادة هذه النوعية من الاعمال. كما نجحت في وضع كل امكانياتها في خدمة المرأة التي بدت معها أجمل وأكثر أناقة وإثارة دون ابتذال. * أبو نهى