افتتح في لندن يوم أمس، الجمعة، المؤتمر الدولي حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين بكلمة من عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر بلال الحسن نيابة عن الدكتور حيدر عبد الشافي الذي تعذر حضوره لأسباب صحية. وشدد عبد الشافي في كلمته التي ألقاها الحسن، على ضرورة العمل المنظم والدؤوب للتصدي للمخطط الصهيوني الهادف إلى تهويد فلسطين وتبديد حق العودة للاجئين الفلسطينيين، مؤكدا على أهمية تقديم المصلحة العامة الفلسطينية على المصالح الخاصة وتحديد الأولويات. وقد حدد الحسن الأهداف العامة للمؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم السبت باعتباره مسعى لتأسيس انطلاقة عملية جديدة من أجل تجسيد حق العودة الفلسطيني، مؤكدا على أهمية الجهود المتعددة التي يبذلها الكثيرون في هذا المجال مشيرا إلى أن المؤتمر يطلع إلى دور يضيف ولا ينافس. وقال بأن المؤتمر يهدف إلى الترويج لحق العودة على الصعيدين العربي والدولي لكسب مزيد من التأييد وتشكيل أدوات ضغط وأن ذلك لن يتحقق إلا بجهد الأفراد وممثلي المجتمعات النشطة في العواصم المختلفة. وشدد الحسن على أهمية التصميم والتمسك بالحق المشروع وعدم الإنزلاق في مسلسل التنازلات عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والرضوخ لمطالب العدو رافضا بذلك ما سمي باتفاق سويسرا بين بعض الشخصيات الفلسطينية وممثلين عن الأحزاب الصهيونية. ثوابت فلسطينية وقد تحدث إلى المؤتمر عبر الهاتف من القدسالمحتلة الأب عطاء الله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذوكسية الذي منعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من السفر، حيث استنكر في كلمته بشدة كل المحاولات الفاشلة للتنازل عن حق العودة وكرر تأييده للهدف الذي يسعى المؤتمر إلى تحقيقه. كما تحدث عبر الهاتف عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر شفيق الحوت الذي لم يتمكن من الحصول على تأشيرة دخول لبريطانيا، حيث أكد على أهمية عقد المؤتمر، معربا عن أسفه لعدم استطاعة المؤتمر من الانعقاد في إحدى العواصم العربية. وأكد المحامي واكيم واكيم رئيس جمعية المهجرين الفلسطينيين في داخل فلسطينالمحتلة عام 1948 في كلمته على أن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 هم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب الفلسطيني الذي طرد من أرضه بشكل ممنهج على يد الكيان الصهيوني. ودعا في كلمته إلى تشكيل مرجعية واحدة تقود نضال اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين مع ضرورة تبني سياسة إعلامية واحدة تساند حق العودة وتعمل من أجله. وتمنى أن يكون المؤتمر نوعيا في توصياته حيث أنه ينعقد في ظروف إقليمية ودولية حرجة تعج بمبادرات التنازل يتبناها من «هم محسوبين على الشعب الفلسطيني.» وذكر كمال الصوري ممثلا عن الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة بأن التهجير لا يزال مستمرا وما حدث مؤخرا في مخيم رفح في قطاع غزة من اجتياح وقتل قامت به قوات الاحتلال الصهيوني هو نموذجا لذلك. ونبه الصوري إلى المخاطر التي تتعرض لها قضية اللاجئين الفلسطينيين بالتنازل عن حق العودة وإعطاء تفسير جديد لقرار الأممالمتحدة رقم 194 بإفراغه من محتواه التاريخي وإضفاء بعد إقليمي لقضية اللاجئين. ودعا الصوري إلى توحيد صفوف المنادين بحق العودة وإلى تبني برنامج متكامل بمواجهة السيناريوهات المضادة للتشبث بحق العودة بالإضافة لمزيد من العمل من أجل تعزيز الهوية القومية للاجئين الفلسطينيين وتحسين أوضاعهم الاجتماعية وحقوقهم المدنية وضرورة دعم التنسيق والاتصال بمؤسسات المجتمع المدني في أوروبا. وضع صعب أما سهيل الناطور الذي تحدث كممثل للاجئين الفلسطينيين في لبنان فقد ركز على أن السلطات اللبنانية تعمل على تشجيع تهجير الفلسطينيين إلى الخارج على الرغم من دعمها الرسمي المعلن لحق العودة، مشيرا إلى ازدياد حركة لجان حق العودة قوة على الرغم من المشاكل التي يتعرض لها اللاجئون في لبنان. وقال معتصم حمادة رئيس تحرير صحيفة الحرية والمقيم في دمشق أن أوضاع المخيمات الفلسطينية في سوريا ينقصها الكثير من الخدمات الأساسية، متسائلا عن مستقبل الوضع في سوريا في ضوء التدهور الذي تشهده المنطقة حاليا, وأكد حمادة على ضرورة تشكيل هيكل عام يوحد نشاطات اللجان المختلفة لحق العودة مع السماح لها بالاحتفاظ بخصوصيتها. وكشف علي سليمان محمد عن الوضع المتردي للاجئين الفلسطينيين في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي ودعا إلى أهمية إدراجهم ضمن مجموع اللاجئين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) وذلك لضمان حقوقهم كلاجئين.