العنبر، المسك، الورد، الياسمين، الفل والقرنفل سبعة أسماء للعطورات التونسية الأصيلة يشهد الجميع بجدواها وتفردها في عالم العطور. ويحظى العطر التونسي الأصيل برواج هام في عديد الأسواق العالمية. أما الاستهلاك المحلي فيعتبر ضئيلا جدا وغير مطلوب وذلك بسبب ارتفاع أسعاره عن واقع العطورات الأصيلة في تونس وعن مدى اقبال التونسي على شرائها تحدث إلينا بعض بائعي العطورات وبعض المستهلكين للعطر التونسي من خلال هذا التحقيق. بدأنا حديثنا مع السيد رضا مميش بائع عطورات بالسوق العتيقة بتونس العاصمة الذي قضى قرابة 35 سنة في هذا المجال لذلك بدا ملما ومطلعا على كل خفايا العطر التونسي. يقول السيد رضا ممّيش عشت قرابة 36 سنة أعمل في مجال بيع العطورات التونسية فالفل والياسمين والقرنفل من أحسن العطورات وأجودها ولهذا السبب فهي باهظة الثمن ويقدر الغرام الواحد منهاب37 دينارا. أما عن اقبال التونسي على شرائه فقد أكد السيد رضا أن استهلاك العطر التونسي الأصيل قد اقتصر على امتداد عقود على فئة الكهول والشيوخ في حين ينفر الشباب ن استعماله حتى أن البعض منهم ينعتون هذه العطور بأنها خصصت لتعطير الموتى وهذا الأمر يحزن السيد رضا ويجعله يتأسف على عدم معرفة التونسي للقيمة الحقيقية لعطر المسك والفل وغيره من العطور الشذية. **شذى الماضي السيد حمدة صاحب محل عطورات يروي لنا قصة تحول العطورات التونسية إلى مادة هامة من مواد التصدير فيقول أظن أن نسبة التصدير بالنسبة للعطور بلغت 90 في حين أن نسبة الاستهلاك المحلي لا يتعدى 10 نظرا لغلاء أسعاره ويذكر السيد حمدة كيف اضطرت بعض مصانع العطر إلى الاغلاق بسبب عدم الاقبال الجيد على شرائها. فتونس الآن لا يوجد فيها سوى مصنع وحيد لصناعة العطور التونسية الأصيلة يوجد بجهة صفاقس في حين أغلقت بقية المصانع. **الاسبانيون والياسمين يشير الشاب رفيق صاحب محل عطورات إلى الاقبال المكثف من قبل السواح على العطر التونسي وخاصة الألمانيين والاسبانيين. فالسائح الاسباني له عشق خاص لعطر الياسمين فيكون اقباله على هذا النوع من العطر التونسي كبير جدا. كما يفضل السائح الفرنسي والألماني عطر الفل والقرنفل والعنبر. ويضيف رفيق «تنتعش تجارة العطورات التونسية خلال فصل الصيف الذي يكثر فيه السياح كما أن عقلية الشباب الآن تغيرت وأصبح معظمهم يقبلون على شرائه لوعيهم بجودته وتميّزه في عالم العطور. **عطر المناسبات رغم جودة العطر التونسي الأصيل المستخرج من الفل والقرنفل والياسمين والمسك والورد ورغم تميّز رائحته واقبال السائح الأجنبي عليه إلا أن التونسي لا يزال يستهلك إلا خلال مناسبات محددة وخاصة المناسبات الدينية ويوضح السيد عمر قائلا «عادة ما استهلك عطر المسك أثناء الأعياد والمناسبات الدينية وحين ذهابي إلى المسجد وكذا الشأن بالنسبة لمعظم أصدقائي من الكهول». أما الفتيات فإنهن يفضلن عطر الياسمين وتقر الآنسة ريم أن عطر الياسمين يبقى من أهم العطورات التونسية الذي تحبذه الفتيات ويتعطرن به خلال حفلات الزفاف والسهرات العائلية الهامة.