أخبار تونس- يسجّل مشموم الياسمين أو الفل (المشموم من الشم)حضوره في ليالي تونس الصيفية، فالتونسي يحتفي بهذه الزهرة العبقة خلال سهراته، إذ أن بياضها و عبيرها يستهويان الرجال و النساء على حدّ السواء. وزهرة الياسمين أو الفل مشموما كانت أو طوقا ترافق أبناء تونس و ضيوفها في ليالي الصيف. لصناعة مشموم الياسمين أو الفل تقاليد و مراحل يمرّ بها قبل أن تمسكه أيادي عشاق هذه الزهرة العطرة: حيث تحصد زهرات الياسمين قبل تفتّحها و غالبا يتم قطف زهرات الياسمين أو الفل في الصباح الباكر، ثم تصفف على أعواد رقيقة من نبتة الحلفاء(نبتة تونسية)،ثم يجمع عدد من هذه الأعواد التي تعلوها زهرة ياسمين أو فل في باقة واحدة و تحاط بخيط أبيض رقيق مكونة المشموم،ويرتبط حجم المشموم بعدد الأعواد المستعملة فكلما زاد عدد الأعواد صار المشموم أكبر. و يتولى عدد من الشبان بيع المشموم على الشواطئ و في الفضاءات العامة و داخل قاعات الأفراح فللمشموم حرفاء في كل مكان. و يتميّز باعة المشموم عن غيرهم من الباعة بارتدائهم ملابس تقليدية تتماشى وطبيعة هذا المشموم المتجذر في التقاليد التونسية. ويزيّن صانعو المشموم هذا الأخير بمواد للزينة مستوحاة من لباس العروس(عدس، دنتال) حتى تكون أكثر انسجاما مع الأفراح التي يعطّرها المشموم بحضوره. كما استطاع المشموم التونسي أن يسجّل حضوره في صادرات البلاد التونسية إلى فرنسا رغم أن حياة المشموم محدودة جدا فهي لا تتجاوز ال24 ساعة. فبعد عملية صنع المشموم يتم إرسال المنتوج بطريقة سريعة إلى أقرب مطار حيث يتم نقل المنتوج في الرحلات العادية إلى باريس والتي تستغرق 130 دقيقة لتعطّر هذه الزهرة العبقة أمسيات باريس. واحتفاء بهذه الزهرة خصص لها مهرجان منذ 15 سنة تستضيفه مدينة “رادس”،و في سنة 2007 أعدّ صانع الباقات “فرجاني العقربي” باقة عملاقة مسجلا بذلك اسمه في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية و استغرق إعداد الباقة يوما كملا و قدّرت كلفة إنتاجها بحوالي 200 دينار (150 دولار) و تألفت من 500 مشموم صغير كما تطلب انتاجها 6 كلغ من الياسمين أي ما يعادل 23040زهرة. و إذا كان للمصريين يوم خاص “بشم النسيم”فإن المشموم التونسي تجاوز حتى فصل الصيف وصارت زهرة الياسمين و الفل تربى في البيوت المكيّفة ليسوّق المشموم في بقية الفصول. ورغم أن عمر المشموم يوم واحد فإن شمّه مرة يجعلك تحن إليه كل مرة.