سيطر أمس مئات من المسلحين على مدينة سامرّاء وأطلقوا الرصاص في الهواء وهم يهتفون بحياة الرئيس العراقي صدام حسين رافعين صوره، وفق ما ذكرته مصادر عراقية. وحسب المصادر ذاتها فإن حوالي 200 مسلح جابوا انحاء مدينة سامراء في سيارات بينما تجمع عدد كبير منهم وسط المدينة رافعين صور صدّام. وأوضحت المصادر أن المسلحين وهم «خليط» من عناصر المقاومة المسلحة فرضوا سيطرتهم على المدينة بأكملها معلنين تأييدهم لصدّام ورافضين محاكمته التي بدأت امس الاول. وأشارت المصادر الى أن المدينة التي تقع على بعد 120 كيلومترا شمال بغداد ويسكنها 120 ألف مواطن شهدت فوضى لم يسبق لها مثيل مضيفة أن المسلحين داهموا المدينة وبدؤوا بحرق ونسف منازل ومقار حكومية كما قتلوا عدّة أشخاص من المسؤولين الذين تم تعيينهم في الحكومة العراقية المؤقتة. وحسب المصادر ذاتها فإن المسلحين تجمعوا بالخصوص امام مقر الحزب الاسلامي العراقي الذي يتزعمه محسن عبد الحميد، عضو مجلس الحكم المنحل والممثل في الحكومة العراقية المعينة وأحرقوا عدّة سيارات تابعة لمسؤولين عراقيين تم تعيينهم من قبل سلطة الاحتلال. وأضافت المصادر أن المسلحين نسفوا منزل خال وزير الداخلية المعين ورئيس المجلس البلدي فيها عدنان ثابت وقتلوا اربعة من حراسه كما احرقوا عدّة سيارات أثناء هذه العمليات، وأشارت ذات المصادر الى ان بعضا من افراد الشرطة العراقية في المدينة السنية انضم الى المسلحين فيما انسحب الامريكان من المدينة وتمركزوا في معسكر تابع لهم بمنطقة «السايلو» التي تبعد نحو سبعة كيلو مترات من سامراء. وعزت أطراف عراقية انهيار الاوضاع في المدينة ومناطق اخرى من العراق الى السياسات الامريكية الخاطئة في هذا البلد وفرضهم مسؤولين غير مقبولين من قبل سكان المدينة. وحذرت المصادر من احتمال ازدياد عمليات القتل والنهب والتدمير في المدينة في حال لم تسارع السلطات العراقية باتخاذ اجراءات عاجلة لمعالجة الاوضاع الامنية الخطيرة التي تعيش على وقعها المدينة. وكانت مدينة «سامراء» قد شهدت في السابع من أفريل من العام الماضي وحتى قبل يومين من سقوط نظام الرئيس العراقي صدّام حسين مظاهرات غضب عارم اضافة الى عمليات نهب وفوضى كبيرة. وتعتبر مدينة سامراء اكبر المدن العراقية المعروفة بتأييدها لصدّام.