كشفت مصادر عراقية وأمريكية أن عشرات الآلاف من سكان سامراء غادروا المدينة خلال الأسابيع الأخيرة تحسبا لمواجهة كبرى محتملة بين قوات الاحتلال الأمريكي والمقاومين الذين باتوا يسيطرون على المدينة حسب شهود عيان. وأمر المقاومون سكان المدينة بمغادرة مساكنهم متوقعين معركة كبرى بعد صدامات حدثت الثلاثاء الماضي. وتخضع سامراء الآن لسيطرة خليط من أفراد العشائر والخلايا بعضها ذات توجهات دينية والأخرى من مؤيدي الرئيس العراقي صدام حسين وفقا لمقابلات أجريت مع سكان سامراء ممن تركوا المدينة وتوجهوا الى بغداد. معركة كبرى وقال محمد (37 عاما) الذي جاء بعائلته الكبيرة الى بغداد الأسبوع الحالي «لن أعود الى سامراء مضيفا نتوقع أن تكون المقاومة شديدة جدا عندما يدخل الأمريكيون الذين لا يعرفون الرحمة». وفي جويلية الجاري فجر المقاومون في سامراء سيارة وأعقبوا ذلك باطلاق قذائف الهاون مما أدى الى مقتل خمسة من الجنود الأمريكيين. وحتى قبل ذلك كانت سلطات الاحتلال تخطط لاستعادة السيطرة على المدينة دون الاضطرار الى مواجهة المقاومين. وقال ضابط أمريكي «لن نترك سامراء تحذو حذو الفلوجة» حيث توصلت القوات الأمريكية في أفريل الماضي الى اتفاق للبقاء خارج الفلوجة التي يسيطر عليها المقاومون الآن. وقال الجنرال جون باتيستي آمر فرقة المشاة الأولى الأمريكية التي تعمل في المنطقة لن نبرم اتفاقا كهذا فالمدينة الآن لا يوجد فيها مسؤول وسنعالج ذلك الوضع وستكون في نهاية المطاف مدينة تخضع لحكومة مدنية كفؤة. ويتذمر المخططون الأمريكيون من أن الفلوجة كانت صفقة سيئة سمحت للمدينة بأن تصبح مكان تجميع ومعقلا لرجال المقاومة. وزعم باتيستي أن هناك عائلة وصفها بالاجرامية في سامراء وأن المدينة تفتقر الى زعامة كفؤة. وقال السكان ان جماعات المقاومة الموجودة في المدينة تهدد أو تقتل كل من تعتقد أنه يتعاون مع سلطات الاحتلال الأمريكي أو مع الحكومة العراقية المنصبة. من الفلوجة إلى سامراء وقال ضابط الاستخبارات في الفرقة التي تتخذ من تكريت مقرا لها جيمس ستاكمو إن الفلوجة تصدر نفسها الى سامراء التي ستصدر نفسها الى مكان جديد وأضاف ستاكمو أن هناك بين 100 و300 مقاتل جعلوا من المدينة رهينة بأيديهم على حد تعبيره. وقال مسؤولون في سلطات الاحتلال ان الجيش الأمريكي سيحاول شن عملية مشتركة مع قوات الأمن العراقية وبموجب الخطة من المحتمل أن تقوم القوات الأمريكية بشن هجوم للاستيلاء على سامراء بالقوة ثم يقوم الحرس الوطني العراقي أو الشرطة بحراسة المدينة. وصرح الجنرال ايرف ليسيل مساعد رئيس العمليات العسكرية الأمريكية في العراق بأن الوضع قد لا يتطور بالضرورة الى ما رأيناه في الفلوجة في أفريل الماضي. وأضاف ليسيل أنه من المهم التأكد من أن هناك قوات أمن عراقية قادرة على الحفاظ على الأمن بعد انسحابنا من الميدان. لكن أحد سكان سامراء أكد أنه ليس هناك حرس وطني في المدينة وأن أفراد الشرطة يقومون بمهمات الحراسة في المدينة ويتلقون أوامرهم من المقاومين. وقال أحد سكان سامراء ممن غادروا المدينة وتوجهوا الى بغداد «حتى الآن يسيطر المقاومون على كل شيء». وخلال الأسابيع الماضية كان سكان سامراء يغادرون المدينة وقد انتقل أغلبهم الى بغداد التي تبعد 100 كيلومتر عن سامراء. وأشار مصدر عسكري في بغداد الى تقارير ذكرت أن ما يصل الى 40 من السكان غادروا سامراء وقال بعض سكان المدينة ان النسبة أكبر من ذلك.