نقلت مصادر متطابقة امس تفاصيل مثيرة عن الهجوم الصاعق الذي استهدف مؤخرا قوات الاحتلال الامريكية في سامراء. وقالت صحيفة «الوطن» السعودية نقلا عن مصادر مطّلعة ان الهجوم كان بقيادة جنرال عراقي سابق في جيش صدام وتمثل (الهجوم) في وضع القوات الامريكية تحت مطر حديدي. وكان الهجوم حسب المصادر ذاتها جريئا ومدروسا باحكام واستهدف احدى القواعد العسكرية الامريكية الواقعة على اطراف مدينة سامراء العراقية (على بعد 60 ميلا شمالي بغداد). واستمر الهجوم بمدفعية المورتر لمدة 90 دقيقة متواصلة وكان مدروسا باحكام مما جعله عملية متطوّرة وليس مثل عمليات الكر والفرّ المعروفة في حرب العصابات في العراق وغيره على حد قول صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية. وبدأ الهجوم عندما انفجرت سيارة مفخخة أدّت الى تدمير مقر الحرس الوطني العراقي المحلي. وفي خضم الفوضى التي تبعث ذلك سارع العديد من الحراس الى رمي زيهم العسكري وارتداء اللباس المدني على امل ان يسهّل ذلك عملية فرارهم دون ان يلاحظهم احد. وعلى بعد خمس دقائق بالسيارة كان الجنرال السابق في جيش صدام حسين يراقب المرحلة التالية من العملية في الوقت الذي نصب فيه رجاله مدفعية «الهاون» على مفترق للطرق في المنطقة الصناعية وكان هذا الجنرال يتلقى رسائل باللاسلكي من عدّة نقاط للمراقبة تطلّ على المدينة ككل. وعندما أيقن ان الوقت مناسب قال كلمتين فقط «ابدأوا الهجوم» وبعد ذلك مباشرة بدأت قذائف المورتر تومض وهي تشق طريقها في سماء سامراء الصافية باتجاه القاعدة العسكرية الامركية. وكان الجنود السابقون في جيش صدام منضبطين ومحترفين واحكموا توجيه مدافع الهاون مما جعل هذا الهجوم الاول من نوعه الذي يستهدف الامريكيين في العراق من حيث حرفيته. ووصف الامريكيون الهجوم بالمطر الحديدي وهو وصف صحيح بما أن قذائف المورتر سقطت فوق «رؤوس» الامريكيين في وقت قصير وبشكل مفاجئ. وأدى الهجوم الى مقتل خمسة جنود امريكيين وستّة من العراقيين. وقد امتنع الجنود عن الادلاء بأي تصريحات لكن الجنرال السابق في جيش صدام (رفض الافصاح عن اسمه) قال: «أهلا وسهلا... لن اقول اي شيء ولكن فقط راقبوا الجيش العراقي وهو يحارب ... 38 قذيفة مورثر سقطت فوق رؤوس الامريكيين قبل ان تتمكن القوات الامريكية من الرد مستخدمة مروحيات «أباتشي» التي أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ. كما لجأت القوات الامريكية الى الطائرات النفاثة لتأمين محيط الموقع الذي تعرّض لاعمال نهب محدودة قبل ان تتدخل المروحيات لاجلاء الجرحى الامريكيين وفق ما نقلته صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية. وخلال ساعة ألقى الامريكان بقوتهم المدرعة التي تدخلت بكثافة في المدينة بينما تمكنت القوات الموالية لصدام من السيطرة على الشوارع قبل ان يعود اعضاؤها الى حياتهم الطبيعية والى بيوتهم حيث سيخططون على الارجح للعملية القادمة.