فقدت هوليود يوم الخميس الماضي واحدا من أشهر عباقرة التمثيل في المسرح والسنيما الممثل الاسطورة مارلون براندو. ولم يكن لفقدان براندو تأثير في هوليود فحسب او في الساحة السينمائية الغربية وانما في الوطن العربي كذلك وفي تونس بالتحديد اذ كان الممثل سيشارك في فيلم تونسي بعنوان «براندو» للمخرج رضا الباهي. آخر مشروع لبراندو قبل الرحيل وكان الباهي على أبواب السفر الى لوس انجلس في الولاياتالمتحدةالامريكية قبل رحيل براندو لبدء تصوير الشريط. واتفق الاثنان منذ أسابيع خلال الزيارة التي قام بها رضا الباهي الى بيت الراحل في لوس انجلس على قيام براندو بآداء شخصيته الذاتية بناء على قصة السيناريو التي تحكي رحلة شاب تونسي مغرم الى حد العشق بالممثل الامريكي مارلون براندو.. ولشدة هيامه بهذا الاخير يسافر الشاب الى الولاياتالمتحدةالامريكية آملا في لقاء نجمه المفضل... وهناك يعثر الشاب التونسي على عمل في أحد المطاعم بمدينة لوس انجلس حيث يلتقي بالصدفة بمارلون براندو يجلس الى طاولة بالمطعم فتنشأ بينهما علاقة سرعان ما تتوطد. مسيرة براندو ويبدو ان هذه العلاقة بين الشاب التونسي الذي كان سيؤدي دورة رمزي الملوكي (مراسل اذاعة تونس الدولية (R.T.C.I) بلوس انجلس) والممثل مارلون براندو لن تحدث أبدا بعد رحيل هذا الاخير. رحل مارلون براندو بعد مسيرة فنية وحياتية طويلة قدّم خلالها عشرات المسرحيات والافلام جعلت منه أسطورة في التمثيل والمواقف الانسانية. ففي بداية حياته عمل في المسرح وأبى ان يطلقه رغم اغراءات استوديوهات السينما في هوليود. تتلمذ على يدي ايليا كازان في معهد «اكتر استديو» وعمل معه في اشهر المسرحيات «ترامواي اسمه الرغبة». وفي السينما أبدع بروندو كذلك في نفس العمل بعد نقله من قبل ايليا كازان الى الشاشة الكبيرة. ومن أشهر أفلام بروندو اضافة الى «ترامواي اسمه الرغبة»، «العراب» و»القيامه الآن» مع فرانسيس فورد كوبولا و»على الرصيف» اخراج ايليا كازان. رفض الاوسكار احتجاجا على معاملة الهنود وعلى امتداد هذه المسيرة الفنية الحافلة بالاعمال الخالدة حصل براندو في مناسبتين على أوسكار أفضل ممثل الاولى عام 1954 عن دوره في فيلم «على الرصيف» والثانية عام 1972 عن دوره في فيلم «العراب» ورفض براندو تسلم هذه الجائزة احتجاجا على المعاملة السيئة للهنود الحمر، السكان الاصليين لأمريكا. اعتزال ورغم الشهرة العالمية التي حققها براندو وتهافت استوديوهات هوليود عليه خيّر في نهاية حياته الاعتزال في شقة في لوس انجلس.. وكان يمتنع عن الظهور للناس الى درجة اصابته بمرض نفساني ضاعف من حدته ازدياد وزنه (180 كلغ) واصابته بمرض وانتحار ابنته «شايان» واتهام شقيقها بقتل الصديق الذي كان يتردد عليها قبل الموت. آخر ظهور لبراندو ويعود آخر ظهور لبراندو امام وسائل الاعلام الى هذه القضية في حين يعود آخر ظهور له على الشاشة عام 2001 في شريط اThe scoreب مع روبير دي نيرو. رحل براندو دون ان يستكمل آخر تجربة له في السينما مع المخرج التونسي رضا الباهي. وبرحيله يبقى السؤال المطروح : ماذا سيفعل الباهي بعد رحيل نجمه المفضل وهل يكون هذا الرحيل حدثا جديدا في سيناريو المخرج يمكن استغلاله لاستكمال آخر محطة في حياة براندو!