اياد علاوي الذي قال انه لا يخجل من تعاونه مع وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي اي)... هو نفسه الذي صرح بأنه تعامل مع اكثر من خمس عشرة وكالة مخابرات اجنبية... اياد علاوي رئيس حكومة العراق المعني يحمل الجنسية الامريكية... غداة قصف القوات الامريكية لمنزل بالفلوجة أسفر عن فناء عائلة بأكملها صرّح الرجل بأن حكومته تعاونت مع العسكر الامريكي في عملية القصف وقدمت المعلومات اللازمة لتنفيذ الجريمة... ولكن كيف نفهم هذا التعاون مع المحتل... هل كان حقا على علم بالعملية من أساسها... الا يكون رئيس الحكومة ركب القطار وهو يسير حتى لا يقال ان الامريكان يتصرفون كالعادة وليس هناك سيادة او بطيخ... وإن كان فعلا مساهما في العملية وهو من قدم المعلومات للقتلة فالمصيبة اعظم لأن الامريكان مازالوا يصدّقون أناسا كذبوا من البداية الى النهاية عن اسلحة الدمار الشامل... الى المخابر المتحركة... الى اشباه صدام... وآخرها كذبة السيادة... هذه حكومة معينة من المحتل وكل وزير فيها علم بذاته... فتأتي التصريحات متشرذمة... متضاربة بالقنابل الموقوتة... هذه حكومة لا تقدر على حماية نفسها... لا تسير في الشارع... لا تثق حتى في حراسها العراقيين... وأول انجاز تقوم به هو صور صدام... الصدمة والترويع مرّة أخرى ولكن على الشاشات الرقمية غير أن الرجل قلب عليهم الطاولة وبعثر ما كانوا يرجونه من مسخرة بائسة تاه فيها شلبي آخر عيّنه بريمر قاضي تحقيق... أما الانجاز الثاني الذي قامت به حكومة علاوي فهو الوشاية الباطلة لاصحاب الامر انجر عنها تمزيق اجساد الاطفال والنساء في الفلوجة... في الاثناء لا تفرح امريكا بمسرحية السيادة ولا بمسرحية محاكمة صدام... في اسبوع واحد قتل عشرة مارينز وجرح ضعف هذا العدد وعطل تصدير النفط وطلعت مظاهرات ضد امريكا وبعضها مع صدام... وفي الاثناء مرّة أخرى تفجّر صحيفة «نيويورك تايمز» قنبلة جديدة مفادها ان وكالة المخابرات الامريكية كان بحوزتها تقرير واضح يؤكد تخلي النظام العراقي عن حيازة اسلحة الدمار الشامل منذ عام ... ولكن من أخفى هذا التقرير عمدا لان الحرب كانت خيارا وليس اضطرارا... ولكن ما هو مصير الادلاّء في كل هذا... كل شيء مؤقت في العراق... الاحتلال... الحكومة... الخيانة... النهب... وهناك ساعة تدور بسرعة وتفرم النفايات في العراق... مثلما هناك ساعة تدور بسرعة في واشنطن الانتخابات... والفرق بين الاولى والثانية هو أن الاولى تدق العد التصاعدي والثانية العد التنازلي.