بعد غزو هولاكو بغداد سنة 1257م انتهت الخلافة العباسية وكان آخر خلفائهم محمد المتوكل على الله الذي سلّم المفاتيح الى سليم العثماني وانتقلت السلطة الى الطولونيين ثم الاخشيديين ثم الفاطميين. بعد سقوط الدولة الاخشيدية رأى حكماء مصر ان يستنجدوا بالمعز لدين الله الفاطمي في المهدية فجهّز جيشا بقيادة جوهر الصقلي وأنهى بذلك حكم الإخشيديين وأقام الخطبة للمعز ورفض المعز الدخول تحت لواء الدولة العباسية وعندما استقرّ الحال للمعز في مصر وقرّر ارسال جيش الى الشام بقيادة جوهر الذي نجح في ضمّ الشام وفلسطين وأصبح الفاطميون خلفاء مصر والمغرب والشام وفلسطين. بعد وفاة المعز تولّى ابنه العزيز وقامت بينه وبين أفتكين حربا دامت شهرين وقد استعان أهل الشام بالقرامطة فجاؤوا من بغداد لنصرتهم فرحل جوهر من دمشق وتبعه أفتكين والقرمطي وأتباعهما فحاصروه في عسقلان سبعة عشر شهرا لكنه تمكّن من الفرار الى مصر. سار العزيز الى الشام ومعه سبعون الف مقاتل فالتقى بأفتكين والقرامطة في ظاهر الرملة فقاتلهم وانتصر عليهم وأسر أفتكين وأخذه الى مصر حيث مات فيها وبلغت الخسائر عشرين ألف مقاتل من جيش العزيز أغلبهم من المغاربة. وعاد العزيز مرة أخرى الى فلسطين عندما تمرّد مفرج بن الجرّاح أمير بني طيء وسائر العرب في فلسطين وخشي العزيز يومئذ عاقبة الأمر فجهّز الجيوش لمحاربته وأرسلهم بقيادة التركي بتلكين سار الى الرملة واجتمع بالعرب وانتصر على ابن الجراح وبسط نفوذه على كامل فلسطين. أقام العزيز على ولاية فلسطين وزيرا قبطيا هو أبو اليمن قزمان بن مينا الكاتب وسكن هذا في دير السلطان من أملاك القبط ولمّا اقتتلت جيوش الشام ومصر هرب هذا أخذا معه أموال الدولة وقد بلغت يومئذ مائة ألف دينار.