أكدت طهران أمس ان المقترحات التي قدمتها الى القوى العالمية الست قد تمهد الطريق أمام المفاوضات لكنها شددت على أنها لن تتنازل في نزاعها النووي مع الغرب. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في تصريحات تلفزية «لا يمكننا تقديم اي تنازل في ما يتعلق بالحق الاصيل للأمة الايرانية» في امتلاك برنامج نووي سلمي. وجدد الوزير الايراني التأكيد على استعداد بلاده للتفاوض بشأن مقترحاتها النووية الا انه لم يقدم ردا مباشرا على دعوات الدول الكبرى لبلاده بإجراء محادثات عاجلة. وقال متكي انه «بتقديم هذه المجموعة من المقترحات فإن طهران أظهرت تصميمها على الدخول في مفاوضات حول مواضيع رئيسية في هذه المقترحات». وأضاف متكي «اعتقد انه اذا أخذ المرء في الاعتبار التصريحات المختلفة التي أدلت بها هذه القوى فإنه يدرك ان مجموعة مقترحاتها فيها مواضيع رئيسية تصلح لاجراء مفاوضات بنّاءة». وتابع متكي قوله «هذا يمكن ان يكون أساسا للمفاوضات، ونأمل ان تأخذ القوى الست الكبرى مجموعة المقترحات على محمل الجد وتدرسها بعمق وبطريقة تحليلية». لكن روسيا أعربت امس عن خيبة أملها ازاء المقترحات الاخيرة التي طرحتها ايران. ونقلت وكالة الانباء الروسية «أنترفاكس» عن مسؤول في الحكومة الروسية لم تذكر اسمه قوله ان المقترحات الايرانية لم تعط اجابات شافية للسؤال الأساسي للأسف». وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين حذر امس الاول من استخدام القوة او فرض عقوبات جديدة ضد طهران بسبب موقفها المتصل بالملف النووي. وقال بوتين ان موسكو ليس لديها أدلة على ان ايران تسعى الى حيازة أسلحة نووية. وأضاف بوتين ان اي استخدام للقوة وتسديد اي ضربة لن يكون مساعدا ولن يحل المشكلة بل على العكس من ذلك سيلحق الضرر بالمنطقة برمتها، اما العقوبات فلن تجلب الأثر المطلوب». وأعلنت الولاياتالمتحدة من جهتها انها ستقبل عرضا ايرانيا بإجراء محادثات واسعة النطاق مع الدول الكبرى. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية «سنسعى الى عقد اجتماع مبكر وسنسعى الى اختبار استعداد ايران للتواصل». وأعلن البيت الابيض ان نائب الرئيس الامريكي جوبايدن شدد على ضرورة الاسراع في تسوية المشكلة النووية الايرانية. من جانبه أصدر المنسق الاعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بيانا في بروكسل قال فيه انه يسعى الى عقد لقاء عاجل مع كبير المفاوضين الايرانيين حول النووي سعيد جليلي في محاولة للتوصل الى حل بشأن مخاوف الغرب من طبيعة البرنامج النووي الايراني.