كشف مسؤول ايراني أن الادارة الأمريكية اقترحت على طهران صفقة تقضي بمنحها 20 طائرة «بوينغ» ومعدات عسكرية جوية أخرى مقابل موافقتها على اجراء محادثات ثنائية بشأن برنامجها النووي في وقت توصلت القوى الست الكبرى الى تحديد موعد 1 أكتوبر المقبل لبدء محادثات مع طهران حول الملف النووي وقضايا أخرى. وقال المسؤول الايراني الذي لم يكشف عن هويته ان ادارة أوباما عرضت على النظام الايراني تقديم 20 طائرة من طراز «بوينغ» ومعدات عسكرية أخرى بمبلغ يصل الى 2.4 مليار دولار تقتطع من 40 مليار دولار، أرصدة ايران المجمدة في الولاياتالمتحدة. وأضاف المسؤول أن واشنطن تريد في المقابل موافقة ايرانية على اجراء مفاوضات نووية ثنائية بين البلدين دون أن يشير الى رد الجانب الايراني على هذا العرض. وكانت واشنطن أعلنت موافقتها على عرض ايران بالدخول في محادثات واسعة النطاق مع القوى الست الكبرى، وقالت انها ستركز على برنامج ايران النووي في هذه المحادثات المرتقبة. وقد أعلنت مصادر إيرانية وأوروبية متطابقة أمس أن طهران ستبدأ والقوى العالمية الست المشاركة في جهود حل النزاع بشأن برنامج طهران النووي محادثات في أوائل أكتوبر المقبل. وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي اتفق في مكالمة هاتفية مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على الاجتماع في الأول من الشهر المقبل دون تحديد مكان الاجتماع. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي قال إن بلاده ترغب في بحث نزع السلاح النووي من أنحاء العالم مع القوى الدولية، ولكنها لا تريد مناقشة برنامجها النووي. وقال قشقاوي في بيان صحفي «ما نريد مناقشته مع قوى العالم هو رسالة طاقة نووية سلمية للجميع ولا أسلحة نووية لأي كان»، مشددا على أن الخلاف بشأن برنامج إيران النووي الذي يشك الغرب بأنه يهدف لإنتاج أسلحة نووية، لن يكون على جدول أعمال هذه المناقشات. ومضى يقول إنه بناء على سياسات بلاده الساعية للعدالة والسلام من أجل التقدم فإنها تريد أيضا مناقشة المشكلات الاقتصادية والأمنية العالمية مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأيضا ألمانيا. وتتفق تصريحات قشقاوي مع تصريحات للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأول أكد فيها أن قضية البرنامج النووي الإيراني منتهية، وأن بلاده لن تناقش «حقوقها النووية المشروعة والأساسية مع أي كان». وكانت إيران قد سلمت الأربعاء الماضي مقترحا من خمس صفحات ليعرض على القوى الست الكبرى ومن بينها الولاياتالمتحدة، قالت فيه طهران إنها مستعدة لمناقشة موضوع نزع السلاح النووي في العالم كله إلى جانب موضوعات عالمية أخرى. وأعاد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي موقف بلاده من المطالب الغربية، مؤكدا أن إيران «لا يمكنها تقديم أي تنازل فيما يتعلق بالحق الأصيل للأمة الإيرانية». وفي ما يتعلق بحزمة المقترحات التي قدمتها طهران للغرب، قال متكي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن هذه الحزمة أظهرت «العزم الثابت» لإيران على التعامل مع الموضوعات المختلفة وإنها قد تمهد الطريق أمام المفاوضات. وقال «عرضنا الجديد حزمة متكاملة إذا توافرت شروطها فمن الممكن أن تحدث المحادثات». وأضاف متكي أن القوى الغربية عايشت «فشل سياسة فرض العقوبات» على إيران على مدى أربع سنوات، في إشارة إلى ثلاث جولات من العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة على إيران منذ عام 2006. وأعلن أوغلو من جانبه استعداد بلاده لاستضافة جولة الحوار المرتقب بين طهران والغرب.