أعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس أن طهران مستعدة «لتبادل الوقود النووي والتعاون» في ملفها النووي مع الدول الست الكبرى مؤكدا ان الغرب انتقل في تعاطيه مع هذا الملف من سياسة المواجهة الى التعاون» وسلمت ايران أمس رسميا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردها على مشروع اتفاق للوقود النووي تقدمت به الوكالة لحل ازمة الملف النووي الايراني. صفحة جديدة وقال نجاد في خطاب القاه في مشهد (شمال غرب) ونقله التلفزيون الايراني «في السابق كانوا يطالبون بوقف البرنامج النووي الايراني واليوم وافقوا على تبادل الوقود النووي والمشاركة في بناء مفاعلات ومحطات نووية، لقد انتقلوا من سياسة المواجهة الى التعاون». وأضاف الرئيس الايراني «نحن نرحب بتبادل الوقود النووي و بالتعاون النووي وببناء مفاعلات ومحطات نووية ونحن مستعدون للتعاون». وأكدت وسائل اعلام ايرانية ان طهران قبلت اطار الاتفاق لكنها طلبت ادخال بعض التعديلات. وافادت صحيفة «جوان» الايرانية المحافظة امس ان طهران اقترحت على الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتمالين لتسليم اليورانيوم المخصب وذلك في اطار تعديلات على مشروع الاتفاق حول تخصيب وقودها النووي في الخارج. واوضحت الصحيفة استنادا الى «مصدر مطلع» ان ايران تقترح في التعديل الأول تسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% تدريجيا لتحصل في المقابل على وقود مخصب بنسبة 20% الضرورية لمفاعل ابحاث ايران. وفي التعديل الثاني المحتمل تقترح ايران ان تتبادل «في الوقت نفسه» كمية محددة من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الوقو د النووي الضروري لمفاعل طهران. وفي هذه الفرضية تبلغ نسبة تخصيب اليورانيوم 3.5% ستسلم استنادا الى الحسابات التقنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية لانتاج حجم الوقود الضروري حسب الصحيفة. واكد عدد من المسؤولين الايرانيين في الايام الأخيرة ان مفاعل طهران في حاجة فقط الى 30 كغ من الوقود لتشغيله خلال السنوات الخمسة عشر المقبلة. ويرى ديبلوماسيون غربيون ان «مشروع الاتفاق» ينص على ان تسلم ايران من الآن وحتى نهاية 2009 ما بين 1200 و 1500 كغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب (أقل من 5%) لتخصيبه بنسبة 19.75% في روسيا قبل ان تقوم فرنسا بانتاج «قضبان نووية» لمفاعل طهران للابحاث الذي يعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تهدئة للتوترات ويعتبر التوصل الى اتفاق بين ايران والدول النووية الكبرى حاسما لتهدئة التوترات التي يثيرها برنامج ايران النووي المثير للجدل. وكانت طهران اعلنت مساء أمس الأول انها مستعدة للدخول في محادثات بنّاءة مع القوى العالمية. وأجرى المفاوض النووي الايراني سعيد جليلي محادثة هاتفية مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وقال جليلي ان «ايران سترحب فقط باجراء مفاوضات في اطار الاتفاق المقترح مع الأخذ في الاعتبار الأولويات المشتركة». وكان يشير الى حزمة مقترحات قدمتها ايران في سبتمبر الماضي الى القوى العالمية الست (|الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) واستبعد مسؤولون ايرانيون مرارا اجراء محادثات بشأن الحقوق النووية للبلاد ورفضوا مطالب بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في الأغراض المدنية او العسكرية.