استنادا الى الروايات المتوارثة وبعض كتب الانساب تأسست مدينة مساكن (ولاية سوسة) من طرف مجموعة من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول ے في أوائل القرن الثامن هجريا (أوائل القرن الرابع عشر الميلادي). وهنا تذكر احدى الدراسات ان سنة 1340 ميلاديا هي تاريخ تأسيس هذه المدينة الساحلية. ويقول المؤرخون ان أجداد سكّان المدينة قدموا من بغداد الى مغربنا العربي خلال القرن الثالث هجريا (القرن التاسع ميلاديا) للحاق ببني عمومتهم الأدارسة الحسينيين وفرارا من العباسيين الذين استولوا على الحكم بعد اسقاط الدولة الأموية وكانوا في صراع دمويّ مع احفاد الحسن والحسين. وقد أسّس اجدادهم امارة شريفية اسمها «بتقاقدمت» قرب «تيارت» بالغرب الجزائري. وبعد ثلاثة اجيال واثر سقوط الامارة انتقل بعض أحفادهم الى القيروان وبهذا يكونون قد مكثوا بمنطقة الغرب الجزائري حوالي خمسة قرون اي قرابة 17 جيلا قبل مجيئهم الى بلادنا. ويذكر المورّخون انهم انتقلوا بعد ذلك الى جهة الساحل وسكنوا قرية «الفريات» ليستقرواعلى أرض كانت تعرف ب «شعبة الصيد» وفي وقت لاحق عرفت ب «شعبة السلطان» نسبة الى السلطان الحفصي الذي ملّكها لهم. وبمجرّد حلولهم بها انقسموا الى 5 عشائر اقامت كل عشيرة بناحية معيّنة من الشعبة فبنوا على أعلى مكان منها قصورهم الخمسة يتوسّطها الجامع الذي يعرف بالجامع الاوسط. وهذه قصور هي «النجاجرة» و«القبليين» و«المناعمة» و«الجديديين» و«الجبليين». وعلى هذا الأساس تمت القسمة والحوز وهو الذي لازالت مظاهره بارزة الى اليوم رغم القفزة العملاقة في ميدان البناء والتعمير مدينةمساكن. أصل التسمية وحسب تعريف الدراسات للقصر نجد أنه عبارة عن حصن صغير ساحته دائرية لها منفذ واحد يغلق ليلا وبساحته بيوت السكن اي هو عبارة عن تجمّع سكني صغير وحصين. وعن أصل تسمية المدينة ب «مساكن» أي مفرد مسكن وعبارة عن مجموعة من المنازل وقد شاع من خلال اطلاق سكان القرى المحيطة على المدينة هذا الاسم. وهنا تقول الدراسات ان القادمين اليها كانوا يسمونها «مساكن الاشراف» وقد غلب هذا الاسم على اسمها السابق «قصورالأشراف».