كان عهد ابراهيم الثاني في سنواته الاولى عهد اصلاح وازدهار ولكن انطلاقا من سنة 277 هجريا بدأ ينكل بالوزراء والخاصة والأطباء والفتيان من الصقالبة ثم الزنوج. عندها أعلن عامة الشعب العصيان ليندلع لسان الثورة في انحاء كثيرة من بلادنا. وأمام هذا الوضع أمر ابراهيم الثاني سنة 281 هجريا بأن تبنى له بمدينة تونس (العاصمة) قصور وبساتين وانتقل إليها مع أهل بيته وقواده ومواليه واتخذها دار ملكه. وبالاضافة الى «قصر الامارة بالقصبة» انشئت قصور للتنزه في منبسط من مدينة تونس يسمى الى اليوم ب «الخضراء» لكثرة ما توجد فيه من خمائل كثيفة للأشجار كانت سببا في مدينة «تونس» ب «تونس الخضراء» وبتسمية احد ابواب المدينة ب «باب الخضراء» لقربه من هذه الناحية. عندما تسلم «زيادة الله الثالث» الحكم (عام 290 ه) انتقل الى رقادة وبني فيها قصر البحر و«قصر العروس» (4 طبقات) ثم خرج من «رقادة» (عام 296ه) ليسلمها الى أبو عبد الله الصنعاني القائم بدعوة العبيديين (الفاطميين) بالمغرب. تأسيس كان بموقع مدينة تونس قرية صغيرة تدعى «ترشيش» فتحها زهير بن قيس البلوي عام 77ه ثم أعاد فتحها حسان بن النعمان الغساني عام 79ه وبنى مدينة تونس وبنى فيها مسجدا هو جامع الزيتونة وخرج منها يتابع الفتح فأغارت عليها مراكب الروم وقتلوا من فيها فعاد اليها حسان. ولما بلغ عبد الملك بن مروان ما حصل للمسلمين بتونس كتب لأخيه عبد العزيز بن مروان وهو وال على مصر ان يوجه لتونس ألف قبطي لأهله وولده وأن يحسن عونهم، وكتب الى حسان يأمره ان يبني لهم دار صناعة تكون قوة وعدة للمسلمين وأن يصنع بها المراكب ويغير منها على سواحل الروم. ثم إن عبيد الله بن الحبحاب جدد دار الصناعة في تونس وزادها تحصينا. العمارة العسكرية أبواب وأبراج وهي شكل من أشكال العمارة العسكرية وأسوار المدن كسور القيروان والعباسية ورقادة وسوسة دار الصناعة التي أنشأها حسان بن النعمان في تونس دور الصناعة كانت لبناء المراكب الحربية هي منشأة عسكرية. والرباط منشأة عسكرية تنشأ قرب الساحل، يقيم (اي يرابط) فيه المجاهدون المتفرغون للدفاع عن الوطن ويسمون بالمرابطين، يقضون نهارهم بالعبادة وليلهم بالحراسة ومراقبة الشواطئ خوفا من هجوم مباغت يشنه الأعداء ومن أهم هذه الاربطة: أ رباط المنستير: هو أول رباط أقامه العرب بإفريقيا أسسه الوالي «هرثمة بن أعين» (عام 180ه ) على غرار ما حصن به «الرشيد» الخليفة العباسي شغور البلاد الاسلامية في الشرق وما زال قائما حتى الآن ويظهر ان الأغالبة قد نسجوا على منواله فجهزوا السواحل الافريقية بعدد كبير من الرباطات فصارت الاشارة التي تنبه بقدوم خطر على البلاد الاسلامية تنتقل من «طنجة» الى «الاسكندرية» في ليلة واحدة وذلك بإشعال النار في قمة منارة الرباط (برج مرتفع). ولقد هدمت الرباطات الأغلبية، ولم يبق منها سوى رباط سوسة. ب رباط سوسة: أنشأه زياد الله بن الأغلب (زيادة الله الأول) فعلى مدخل منارته الأسطوانية رخامة تذكارية كتب عليها بالخط الكوفي: «بسم الله الرحمان الرحيم بركة من الله مما امر به الأمير» زيادة الله بن ابراهيم أطال الله بقاءه، على يد مسرور مولاه في سنة ست ومائتين اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين». وكان زياد الله يفخر ببناء هذا الرباط ويعتبره من حسناته اذ كان يقول: «لا أبالي إن سألني الله ما قدمت عليه يوم القيامة وقد قدمت عليه بأربع، قيل: وما هن؟ قال: (بنائي المسجد الجامع في القيروان وبنائي القنطرة بباب أبي الربيع وبناء الحصن بسوسة وتوليتي «أحمد بن محرز» قضاء افريقية). شكله هو بناء مربع محصن يبلغ طول ضلعه 39 م تقريبا تدعمه 8 أبراج واحد في كل زاوية، وفي منتصف كل ضلع يوجد برج، ويشكل البرج القائم في منتصف الضلع الجنوبي مدخلا للرباط كان يبرز عن الجدار ب 3.17م ويبلغ ارتفاع جدران البرج 8.5م يشبه مخطط هذا الرباط مخطط قصر الحير الغربي فبالإضافة الى شكله المربع المدعم ب 8 أبراج نجد ان الصحن محاط بأروقة من جهاته الاربع، خلفها غرف صغيرة للمرابطين سقوفها أقبية مهدية. تقوم غرف الطابق العلوي فوق غرف الطابق الارضي، في الجهات: الشرقية والغربية والمالية ويشكل سطح الأروقة شرفة أمام الغرف . اما في الجانب الجنوبي فقد أنشئ مسجد فوق غرف الطابق السفلي.