عاشت مناطق أولاد عزيزة وشراحيل واللطيفات وأولاد سعيد وأولاد التومي من معتمدية المكنين مساء أمس حالة من الرعب والهلع اثر هبوب عاصفة كبيرة أتت على الأخضر واليابس وحولت تلك المناطق إلى ساحات تناثرت فيها أغصان الأشجار وأعمدة الكهرباء. ففي حدود الساعة الرابعة وعشر دقائق من مساء أمس كانت المناطق المذكورة أعلاه تعيش الهدوء والسكينة في انتظار موعد الافطار لكن في لحظات تحوّل الهدوء إلى رعب وتحوّلت السكينة إلى فوضى وصياح وطلب نجدة... والسبب في ذلك عاصفة هوجاء كانت آتية من جهة الجنوب الغربي في اتجاه البحر وكانت تسير في مجرى هوائي وقد مرت بالمناطق المتضررة مخلفة أضرارا مادية كبيرة وبعض الاصابات التي لم تكن خطيرة في صفوف عدد من المتساكنين. «الشروق» تحولت إلى منطقة أولاد سعيد لمعاينة الأضرار وبوصولنا وجدنا الظلام يلف المكان فيما كانت أشجار الزيتون المجتثة من جذورها وكذلك أعمدة الكهرباء تحتل جزءا هاما من الطريق. حلم مزعج كان المكان موحشا يوحي للناظر ومن أول وهلة أن كارثة حلت به الوجوه واجمة والشبان اتخذوا من بعض الزوايا وعلى أضواء الهواتف الجوالة أماكن للسهر واستعادة المشاهد التي كانت الرعب بعينه. أحد شهود العيان وهو الشاب شكري المجاهد (30 سنة) ذكر ل «الشروق» أن ما شاهده قبل الافطار كان حلما مزعجا فتلك المشاهد وتلك الصور تعوّد مشاهدتها في الافلام. فالسيارة رفعتها العاصفة في الهواء والاشجار حلقت في الفضاء وأعمدة الكهرباء تهاوت على الارض فسقطت الواحدة تلوى الاخرى وأسوار بعض المنازل التي مر بها الاعصار تهدمت وكذلك بعض المنازل... الاضرار المادية كانت جسيمة ولكن الاصابات البشرية ليست بالخطيرة... عشرون حالة وبالاتصال ببعض المصادر الرسمية علمت «الشروق» أن عدد المصابين تجاوز العشرين وقد تم توزيعهم على مستشفيات الجهة حيث استقبل مستشفى الحاج علي صوّة بقصر هلال خمس حالات تراوحت أعمار أصحابها بين 28 و64 سنة وقد غادر جميعهم المستشفى بعد تلقي الاسعافات. كذلك استقبل مستشفى المكنين 12 حالة فيما تم تحويل ثلاث مصابين الى مستشفى جمّال... بعض المصادر الطبية أكدت أن حالات اخرى تم تحويلها الى مستشفى المهدية... في الموعد خبر الاعصار ومخلفاته على عدة مناطق من معتمدية المكنين انتشر بسرعة وقد تحولت السلط الجهوية والمحلية الى الاماكن المتضررة وكذلك الى المستشفيات للاطلاع والاطمئنان على حالة المصابين... لكن ما لاحظناه أن أعوان «الستاغ« لم يتدخلوا الى حين كتابة هذه الاسطر ليتركوا تلك المناطق ترزح تحت جنح الظلام. تغطية: المهدي خليفة ومحمد رشاد عمار