التمرّد الأخير لمهاجم النجم سادات بوخاري كان فرصة لكشف الأقنعة وفك ألغاز ورموز محيّرة وتحديدا مواقع البعض وتحالفاتهم ونوايا قربهم من النجم والتصاقهم به حيث يقضون فيه من الوقت أكثر مما يقضونه مع أهلهم وذويهم.. إذن ملف البخاري سمح لنا بالتطرق عن قرب أكثر لملف اللاعبين الأجانب.. اتصل بنا وكيل اللاعبين «مامادو» المحسوب على النجم وأراد توضيح بعض المسائل التي اتينا عليها في ورقة سابقة فعرضنا ردوده على رئيس النجم معز ادريس خاصة وأنها تحمّله مسؤولية بعض ما يحدث.. وأردنا صياغة لقائهما عن بعد من خلال هذا الحوار الاستثنائي شكلا ومضمونا.. ماذا لو نبدأ بملف سادات بوخاري؟ مامادو: بوخاري علم بحصول بعض اللاعبين على منحة الترشّح الى دوري المجموعات فطلب من شكري العميري تمكينه من 5 آلاف دينار فمكّنه منها العميري ولكن على أساس تسبقة عن جراياته ولما توفّر الرصيد في حساب بوخاري تم خصمها منه وهو ما اغضب اللاعب.. الذي اختار الانزواء في بيته وقطع هاتفه الجوّال.. ولم يكلّف اي مسؤول من النجم نفسه الاتصال بهذا اللاعب وتوضيح الأمر معه وحسم الخلاف إن وجد أصلا.. وبعد أسبوع كامل يتم الاتصال به وهذا غريب.. لأنه من غير المعقول ان يظل اللاعب في سوسة ولا يجد من يزوره والسؤال عنه والاستماع الى شواغله طبعا باستثناء سليم الدرويش... وهذا المسؤول ليس له سلطة اتخاذ القرار.. لأجل ذلك لست أنا «مامادو» من كان سببا في كل ما حصل ولكن كان على مسؤولي النجم التعامل بذكاء ولين مع هذا اللاعب.. معز إدريس: بعد عامين ونصف ماذا قدّم لنا بوخاري؟ إذا صبرنا عليه فلأنه موهوب.. ولنفترض ان له مشكلا ماديا مع النجم فكيف يسمح لنفسه بالهروب والتخلف عن التمارين وقطع هاتفه الجوال.. أعتقد ان بوخاري لا يمسك السماء بيديه حتى لا تسقط علينا.. والنجم لم يترك مصيره بين قدمي هذا اللاعب.. بوخاري تخلّف عن التمارين في بداية التحضيرات وهو ما كان سببا في هزيمتنا في نيجيريا لأنه لو كان جاهزا كما يجب ما كنّا نضيع كل تلك الأهداف السهلة احيانا.. والترجي عندما يصبر اكثر على اينرامو ويمنحه شارة القيادة فلأن هذا المهاجم ساهم في تتويجات الترجي ويستحق تلك المعاملة الخاصة.. وعموما أعتقد ان ما حدث مع بوخاري خلاف عادي لا يستحق كل ذلك الاهتمام الاعلامي.. لنتحول الى ملف تامبو فايو؟ مامادو: تامبو فايو ذاق المرّ مع المدرب روهر حيث كان في كامل جاهزيته ولكنه دائما يجد نفسه مع الآمال.. وغريب ان يكون تامبو أساسيا في منتخب بلاده ولا يجد لنفسه مكانا حتى على بنك النجم.. لذلك اصيب اللاعب بالإحباط ورفض العودة الى النجم إلا من اجل اللعب أساسيا... والغريب ان هذا اللاعب لم يجد من يتصل به كل هذه المدة وبعد اكثر من ثلاثة أشهر غياب.. ثم ان وضعه المادي مزري لأنه يتقاضى أجرة شهرية (1500دولار) والمنحة السنوية لاتتجاوز 5000 دولار وهذا المبلغ كان يتقاضاه منحة فوز في بلاده! كما ان تامبو مرضت امه وتوفيت ولم يجد من يسأل عنه من مسؤولي النجم وهو ما جعله يصرّ على عدم العودة.. معز إدريس: في النجم لنا ستة أجانب خمسة منهم دوليون مع منتخبات بلدانهم وهم ياكوبا وقزافيي وجلسون وتامبو والبخاري وإيميكا ومن كل هؤلاء لابدّ ان نعتمد على ثلاثة فقط إذن المنافسة مفتوحة بينهم والمشاركة للأجدر والأفضل.. وبأي منطق يريدني تامبو ان أفرضه أساسيا... فهنالك مدرب... وعمل وجهد وتضحيات وإقناع... شروط تامبو سخيفة ومضحكة... وهذا وجه من وجوه معاناتنا مع هؤلاء اللاعبين الاجانب خاصة الذين يتكلمون الانڤليزية... ثم إن المسائل المادية تضمنها العقود... ولست مستعدا للمزايدة والبيع والشراء بعيدا عن الاتفاقات المكتوبة التي تضمنها العقود... هذا منطق سماسرة لا يلزمنا في شيء... وليس من تقاليدنا في النجم التعامل بهذا المستوى... ماذا عن ملف صديق أدامس؟ مامادو: كيف يمكن للنجم أن يحافظ على لاعب يمنحه أجرة شهرية 750 دينارا ومنحة إمضاء قدرها 10 آلاف دولار والحال أن أتلتيكو مدريد تعرض عليه جراية شهرية ب 148 ألف دينار؟!... الارقام لا تناقش... وأعتقد أنني حققت مكسبا هاما عندما ضمنت إمضاء هذا اللاعب لفائدة النجم... ولكن المنافسة ماديا كانت لا تقاوم ووفرت فرصة تأمين ا لصفقة من خلال التحاق عم أدامس بفريق النجم في القاهرة من أجل تمكينه من مبلغ إضافي ولكن مسؤولي النجم رفضوا حتى الحديث اليه وهو ما عجّل بإفشال الصفقة خاصة وأن النجم ارتكب خطأ اداريا عندما أمضى للاعب قبل تجاوزه سن الثامنة عشرة... ولم أتحصل من هذه الصفقة إلا على عشرة آلاف دينار اقتسمتها مع عم أدامس... ولم أنل من صفقة البخاري إلا 500 دينار... وتحصلت على صفر مليم من صفقة تامبو... معز ادريس: عندما يرفض أدامس اللعب لفائدة النجم... كيف يمكن أن تجبره على حمل ألوانك وماذا ستطلب منه بعد ذلك؟... ثم إن النجم ليس من أخلاقه إبرام الصفقات «تحت حيط» وتوزيع أمواله بين السماسرة وعم اللاعب وخاله وجاره وصهره وابن عمته... والنجم لا يقبل بمنطق الابتزاز الذي بكل أسف يحاول البعض ممارسته وتسليطه علينا مختفين وراء اللاعبين وعائلاتهم... وملف النجم سليم لذلك حكمت الفيفا لفائدتنا وسنتحصل على تعويضاتنا حتما... آخر الكلام؟ مامادو: أنا أعتبر نفسي ابن النجم ولأجله خسرت كثيرا لان بقية الفرق التونسية تتردد أحيانا في التعامل معي لأنها تعتبرني محسوبا على النجم... لكن السيد حمدي المدب مثلا يثق بي ويطلب مني أن أعلمه بوضوح عندما يقصدني في جلب لاعب إذا كان النجم على خطه لينسحب... ورجال النادي الصفاقسي يكنّون لي كل الاحترام... فقط مسؤولي النجم الآن يريدون الهروب من المسؤولية وإلقاء الاوزار على كاهلي... ولكن الحقيقة ستظهر يوما... معز ادريس: أجانب النجم حاليا أغلبهم دوليون في بلدانهم وهذا تأكيد لقيمتهم فنيا... النجم ليس مستعدا للرضوخ لمساومات السماسرة وابتزازهم الساذج والسخيف... ولست أدري لماذا كلما تعلق الامر بأحد لاعبي النجم يأخذ الموضوع إعلاميا حجما أكبر مما يستحق؟!... وفي النجم ليس لدينا ما نخفيه ولسنا على استعداد للتعامل بمنطق «تحت الحيط» مع أي لاعب أو سمساره أو قريبه أو المتمعشين منه!...