القاهرة الشروق حبيبة عبد السلام أثارت زيارة السفير الاسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين إلى مؤسسة الاهرام غضبا عارما بين الصحفيين بالمؤسسة وبالنقابة وفي الرأي العام عموما. كانت مصادر قد ذكرت في «الاهرام» انه من دون مقدمات وجد أمن المبنى الرئيسي السفير الإسرائيلي أمامه، وصعد مباشرة الى مكتب الدكتورة هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية وهو ما أعقبه تحركات واضحة، واتصالات كثيرة بين قيادات المؤسسة». وتابعت : «اتضح من الاتصالات أن ثمة اتصالات أجريت كان من أطرافها هالة مصطفى وعبد المنعم سعيد رئيس مجلس ادارة الاهرام ورئيس المكتب الفني لرئيس مجلس الادارة محمد عبد السلام وربما أطراف أخرى. وعلقت هالة مصطفى على الزيارة بتصريحات ل«الاهرام المسائي» قائلة : أرى أنها زيارة عادية ووفق موعد مسبق لرغبة السفير في اقامة ندوة في المجلة، واستمرت نحو 60 دقيقة واعترف أنها تمت من دون اذن مسبق من قيادات المؤسسة. والاعتراض على الزيارة بدأ واضحا في «الاهرام المسائي» في حين خلا «الاهرام» اليومي من أي خبر أو تعليق على الزيارة رغم أنه الاصدار الأول والرسمي في المؤسسة. وعبر عدد من الصحفيين والقيادات بالمؤسسة عن غضبهم الشديد لمجلس الادارة بسبب تصرف زميلتهم فيما سارع الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس ادارة الاهرام إلى توضيح موقفه بأنه رفض مقابلة السفير الاسرائيلي مرتين بعد توليه منصبه كرئيس لمجلس الادارة، إلا أن سعيد أخبر السفير أن تلك الزيارة إذا تمت ستؤدي الى انقسام أبناء المؤسسة وانه لن يسمح بذلك لأن غرضه هو التطوير والبناء وليس تقسيم المؤسسة. وقال عبد المنعم سعيد لصحفيي الاهرام إنه حينما علم باعتزام هالة مصطفى استقبال السفير الاسرائيلي في مكتبها بالمؤسسة كلف مكتبه بابلاغها أن مجلس الادارة يرفض ذلك وعليها أن تتصل بالسفير لابلاغه برفض مقابلته داخل الاهرام إلا أنها تحايلت على الأمر وأخفت موعد الزيارة وفاجأت الجميع باصطحابه الى مكتبها مبررة ذلك بأن السفير يرغب في تنظيم ندوات سياسية بمجلة الديمقراطية تجمع بين شخصيات أمريكية واسرائيلية ومصرية. وانتقلت حالة الغضب بشدة من الاهرام إلى نقابة الصحفيين التي قرر مجلسها أن يصدر بيانا قويا أمس يدين فيه ما فعلته هالة ويحقق معها في الواقعة ومن المحتمل أن تلغى عضويتها في النقابة. وقال محمد خراجة، الصحفي بالاهرام وعضو مجلس نقابة الصحفيين إن ما حدث خطأ لا يغتفر ولا يمكن السكوت عليه ولا بد من محاسبة كل مسؤول عنه وإذا كان رئيس مجلس الادارة رفض استقبال كوهين مرتبين فهذا أمر يشكر عليه، ولكن بحكم منصبه في المؤسسة كان عليه أن يصدر تعليمات قوية للأمن يمنع دخول السفير الاسرائيلي. وأضافوا : «مجلس الإدارة بدأ في محاولة ايجاد المبررات التي تمنع التصعيد ضد هالة مصطفى بالبحث في لوائح المؤسسة لاثبات عدم وجود نص يمنع استقبال شخصيات من جنسيات محددة». وقال حاتم زكريا سكرتير عام نقابة الصحفيين : «إن التعمد واضح في موقف هالة مصطفى وأن النقابة لن تسكت على هذا التصرف وترفض التطبيع بجميع أشكاله حتى يعود الحق الشرعي الى الدولة الفلسطينية». وأضاف : «إن عدد من العقوبات ينتظر هالة مصطفى منها الشطب من جدول المقيدين بالنقابة ولفت النظر والغرامة والوقف عن العمل عام فيما طالب أنور الهواري رئيس تحرير مجلة الاهرام الاقتصادي، بفصل هالة فورا من العمل بالمؤسسة».