قبل أن يبدأ الدكتور «ألان كوت» بسرد القواعد العامة التي ينبغي التقيد بها بعد فترة الصوم، يؤكد على فكرة مهمة، وهي أنه لا حاجة للانسان الى تناول كميات وفيرة من الطعام مثلما اعتاد على تناولها، ذلك أن الصائم بعد أن يعود الى تناول الطعام، سيجد أن كفاية جسمه تتأمن من تناول مقادير قليلة من الطعام البسيط دونما حاجة الى تناول الأنواع المعقدة منها. ويقول في هذا السياق، من القواعد التي يجب على الصائم مراعاتها بعد فترة الصوم، عند العودة الى تناول الطعام، عدم اضافة الملح الى الطعام والاستمرار في شرب الماء والسوائل بكمية محترمة، كما يوصي بضرورة الأكل ببطء ومضغ الطعام بشكل جيد (وهي نصيحة مفيدة لكل انسان في كل الأوقات) لأن هذه الطريقة تجنبنا مشاكل الهضم المعروفة. وعموما، يجب أن نكون حذرين بعد الصوم تجاه ما نأكل ومقدار ما نأكله يوميا، لأن الجهاز الهضمي يصبح شديد الحساسية بعد خروجه من فترة الصيام، لذلك يجب أن يتجنب كل ما يرهقه فنلتزم بتناول مقادير محدودة من الأطعمة. وينتقل مؤلف دراسة «الصوم الطبي: النظام الغذائي الأمثل» الى صيام المسلمين، في رمضان، فيغيب عليهم الشراهة في تناول طعام الافطار. ويتابع حديثه عن صوم رمضان فيقول: «عندما كنت في تونس سنة 1975، سُئلت حول امكانية ادخال برنامجي لما بعد الصوم في صوم رمضان، ليتقيد به الصائمون لدى تناولهم طعام الافطار، فأوصيت بنظام حمية غذائية يساوي في طوله عدد أيام الصوم، يكون مصمما أيضا لضبط الوزن. ويؤكد الدكتور «ألان كوت» في دراسته على أهمية المحافظة على نفس نسق شهر رمضان حتى بعد انقضائه وعدم الاسراف في تناول الطعام قصد المحافظة على الصحة والانتفاع قدر الامكان بإيجابيات الصوم الصحية على جسم الانسان.