في منزل موحش لا يكاد يتسع لفرد واحد في منطقة بوزقام التابعة لولاية القصرين يقضي أفراد عائلة كامل أعمارهم لا يغادرونها إلا نادرا وذلك بسبب الاعاقات المتعددة التي حكمت عليهم بالعزلة والاحتياج. يعاني أفراد هذه الأسرة من الاعاقة الجسدية على مستوى الساقين مما جعلهم يجدون صعوبة في التنقل، تتكوّن الأسرة من الأب الطاهر حقي الذي نجا من الاعاقة العضوية ولكنه لم ينج من الاعاقة البصرية اذ لا يقدر على تبين طريقه بنفسه، ثم الأم شهلة وهي مقعدة والبنت رشيدة ذات 26 سنة التي لا تقوى على الحركة والابنين وليد ومراد المقعدين أيضا ورغم اختلاف مستوى الاعاقة فإن أقصى ما يقدر عليه هؤلاء للتنقل من مكان إلى آخر هو الزحف على التراب والاسمنت في منظر مثير للأسى. عائلة لا عائل لها ولا سند ولا مورد رزق واضح غير مساعدات أهل البر لها تعيش في منطقة ريفية منعزلة وفي ظروف صعبة. يقول لنا أفراد هذه الأسرة إنهم تقدموا الى السلط الجهوية للحصول على الوثائق التي تصنفهم فقراء ومحتاجين أي ما يعرف بالدفتر الأبيض الذي سوف يفتح أبواب العلاج المجاني والمساعدات الحكومية، لكن الجواب جاء بالرفض دون أي تبرير، ويقول لنا أحد أفراد الأسرة إن ما سمعوه من بعض التبريرات غير الرسمية لرفض مطلبهم يدفع إلى الحيرة منها أنه عليهم انتظار وفاة أحد حاملي الدفتر الأبيض ليحلوا محله». غير أن السيد فرج الدريدي المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية بالقصرين رفض مثل هذه التبريرات وفندها تماما، وقال ل«الشروق» إنه قد استلم خطته منذ بضعة أسابيع، ورغم ذلك فهو على علم بموضوع هذه الأسرة لذلك بادر بالاتصال بالمرشدة الاجتماعية التي تعنيها هذه الحالة ووعد عبر «الشروق» بالمسارعة بالاجراءات الادارية لمنح هذه الأسرة دفتر العلاج المجاني الذي سوف يمكنها أيضا من المساعدات والمنح الحكومية، كما وعد ببحث امكانية منحة مالية قارة تساعد هذه الأسرة على العيش الكريم.