ابتسامته كانت ممزوجة بالألم والتفاؤل في نفس الوقت الألم لأنه معوق لا يقدر على المشي كباقي أطفال سنه، والتفاؤل لأنه يثق بتونس السابع من نوفمبر في إعالته وإعانته على المشي سواء بالتداوي وهو ممكن او تمكينه من كرسيّ متحرك. اسمه مهران غابري وعمره 3 سنوات وبضع الأشهر ويقطن بالمكناسي من ولاية سيدي بوزيد، هو طفل مقعد، متعدد الاعاقة: إعاقة عضوية، وإعاقة ذهنية ليست بالعميقة. «الشروق» زارت عائلة السيد بوذيبة الغابري والد مهرجان ورغم إعاقة الأب الطفيفة فإنه حدّثنا في البداية عن وضعه الاجتماعي فهو عاطل عن العمل وزوجته كذلك ويعجز في بعض الأيام عن إطعام عائلته المتكونة من 5 أفراد، مهران الطفل المعوق يلازم الفراش لا يقدر على الحركة بسبب بعض المشاكل الصحية في عموده الفقري أثّرت على نموه الطبيعي فكان الرأس أكبر من باقي الجسم. منذ ولادته تجرّع مهران الألم ولم تنفع معه حصص العلاج التي كان يحضرها في مدينة صفاقس (120 كلم) على شفائه رغم ان الاطباء لم يفقدوا الأمل في الشفاء وطلبوا مواصلة العلاج لكن كيف لوالده بوذيبة ان يوفّر تنقل ابنه وهو العاطل عن العمل؟ حتى لا يلازم الفراش حدثنا والده بوذيبة والدموع تذرف من عينيه «لقد أكد لي الأطباء ان علاج ابني ممكن لكن لابدّ من ربح الوقت، لقد طرقت كل الأبواب لكن لا مجيب، لنا في مدينتنا جمعيتان تعنى بالمعوقين رفضتا ان تتكفلا بابني ولا أدري ماهي الأسباب؟ كل ما أطلبه ان يداوى مهران وأن يوفّر له كرسي متحرّك حتى يرى النور». مهران يطلب كرسيا متحركا حتى يرى النور وحتى يخرج للعب مع أترابه وحتى يلتحق بالروضة وحتى لا يبقى في ركن وحيد على الفراش في منزله وحتى وحتى.. إمكانية العلاج «الشفاء من عند الله» هكذا قال بوذيبة لكن أكد ايضا ان الأطباء في صفاقس يقولون انه بإمكان الابن مهران ان يمشي يوما باعتباره مازال صغيرا ومن الممكن علاجه لذلك فهو يدعو أصحاب القلوب الرحيمة الى مساعدته على علاج ابنه حتى يرجع له الأمل في ان ينتصب قائما يوما ما. في انتظار الخامسة «الشروق» اتصلت بعديد الاطراف في معتمدية المكناسي للسؤال حول وضعية هذا المعوق حيث افادنا معتمد المكان ان والد المعوق (بوذيبة الغابري) متحصل على بطاقة علاج بالتعريفة المنخفضة وتمتّعت زوجته بالتشغيل في فترات سابقة ضمن الآلية: 16، كذلك والد المعوق نفسه تم تشغيله في بعض الحضائر الظرفية اضافة الى حصوله على عديد المساعدات المالية والغذائية في كل المناسبات وحتى في غير المناسبات هذا الى كونه سيتمتع في القريب العاجل برخصة في بيع التبغ. «الشروق» اتصلت ايضا بالجمعيتين اللتين تعنيان بالمعوقين في مدينة المكناسي فأفادنا السيد الناصر القاسمي رئيس فرع الاتحاد التونسي للقاصرين عن الحركة العضوية ان شروط قبول المعوق ضمن الجمعية هو ان يصل عمره على الاقل 5 سنوات وعن وضعية مهران الطفل المعوق أفاد انه بالتنسيق مع السلط المحلية تمتع بعديد المساعدات وعند بلوغه سن الخامسة ستتكفل به الجمعية ولو انه ليس من اختصاصها باعتباره ذا إعاقات متعددة. اتصلنا ايضا بمدير فرع الاتحاد التونسي للمتخلفين ذهنيا محمد علي غابري فأكد انه لم يقع الاتصال بهم حول هذه الوضعية في المقابل فإن الطفل لم يبلغ بعد الخمس سنوات وأشار الى أن الفرع يبحث دائما عن المعوقين للتكفل بهم.