القاهرة الشروق أحمد شاهين: كشف تقرير للجامعة العربية أعده قطاع فلسطين بالأمانة العامة عن النتائج والتداعيات الخطيرة للحرب والحصار المستمرين من جانب الاحتلال الاسرائيلي ضد قطاع غزة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية منذ 2006. قال التقرير أن اسرائيل باعتبارها القوة القائمة باحتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 تشن حروبا مختلفة وبأشكال متعددة على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من عدوان على الحياة والبقاء بالقتل والاعتقال باستعمال كافة الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا. وممارسة عدوان متعدد الاشكال (العدوان والحرب على الاقتصاد والتنمية في الاراضي المحتلة) من خلال الحصار والتلوث البيئي والتدمير الاقتصادي. اعتداءات متعددة وكشف عن أن أشكال هذه الحرب تتمثل في حصار قطاع غزة والذي قارب على 3 سنوات، وحرمان أهل القطاع من مزاولة مختلف الأعمال اقتصادية وتجارية وزراعية وشل الحياة الاقتصادية وعدم التمكن من اصلاح وترميم المنازل اواعادة البناء والتشييد، والحرمان من العلاج للانسان الذي يمثل أساس دوران العجلة الاقتصادية وتجويعه وحرمانه من الكرامة الانسانية... ولفت الى أن أكثر من 80٪ من أهالي القطاع أصبحوا يعيشون في فقر متزايد يعتمدون على المعونات الانسانية الخارجية مع ارتفاع معدلات البطالة أكثر من 60٪، ومواصلة الاعتداء على صيادي القطاع. كما تعاني الضفة الغربيةالمحتلة من الممارسات والعدوان الاسرائيليين التي اتخذت اشكالا متعددة ومتنوعة وفق الأهداف الاسرائيلية الاحتلالية التي تسعى في مجملها الى محاصرة الشعب الفلسطيني، وتدمير اقتصاده وتنمية مجتمعاته، فالاجراءات العسكرية الاسرائيلية متواصلة بحصار مدن وقرىومخيمات الضفة الغربية وتتحكم بالمعابر الحدودية التي تربط الضفة مع العالم الخارجي بفرض قوانين وشروط جائزة على أهل الضفة للسفر والتنقل كما تشكل الحواجز العسكرية والبالغ عددها 630 حاجزا عسكريا مثالا صارخا على انتهاك اسرائيل لكافة القوانين والشرائع الدولية بخصوص حرية التنقل. وحسب تقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة للشؤون الانسانية هناك 634 نقطة تعيق تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما أفاد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بأن 65٪ من الطرق الرئيسية في الضفة الغربية مغلقة أو يسيطر عليها الاحتلال ووفقا لافادة تقرير (اوتشا) OCHA مكتب منسق الشؤون الانسانية أنه لغاية جويلية عام 2008 فإن هناك شوارع يصل طولها الى 430 كم يمنع بشكل قاطع استخدام الفلسطينيين لها او تقييد حركتهم في حين يسمح بحرية الحركة والمرور فيها للاسرائيليين خاصة المستوطنين وأن طول 137 كم من الشوارع يمنع منعا باتا مرور الفلسطينيين من خلالها. نهب بالجملة وقال أن جدار الفصل العنصري مثل شكلا آخر من أشكال الحرب الاقتصادية الاسرائيلية على الفلسطينيين منذ أن بدأت «اسرائيل» بتنفيذ خطة بناء جدار الفصل العنصري في الاراضي الفلسطينية في جوان عام 2002، وإقامة مناطق أمنية عازلة، والتي تقع أغلبها على الأراضي الزراعية الفلسطينية. ولفت الى أن نحو (138) قرية وتجمعا فلسطينيا ستفقد ما يزيد عن (555) كلم مربع من مساحتها والتي أصبحت في الجانب الاسرائيلي وراء الجدار، كما ستعزل (29) تجمّعا فلسطينيا كليا يلفها الجدار من جهاتها الأربع. كما تفيد التقارير ان مساحة الأراضي الفلسطينية المصادرة منذ بدء بناء الجدار قد بلغت نحو 50 ألف دونم (من مناطق شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية)، كما بلغت المساحة المعزولة داخل الجدار نحو 300 ألف دونم معظمها شمال الضفة الغربية، وسيؤدي اكتمال بناء هذا الجدار اضافة للاراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها اسرائيل في منطقة الأغوار، لخسارة نحو 46٪ من اجمالي مساحة الضفة الغربية، كما تجدر الاشارة الى أن معظم الأراضي المصادرة والمعزولة هي أراضي كانت تستخدم للنشاط الزراعي، مما يشير الى التضرر الشديد لقطاع الزراعة الفلسطيني علاوة على ما أدى له هذا الجدار من تهجير نحو 28 ألف فلسطيني ونزوح نحو 18 ألف فلسطيني آخر، اضافة للاضرار التي لحقت بنحو 149 تجمعا سكانيا تضم 675 ألف فلسطيني. وقال ان الاستيطان يتخذ شكلا آخر من أشكال الحرب الاسرائيلية الاقتصادية والعدوان على الشعب الفلسطيني حيث الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة تنفيذا لسياسة التوسع الاستيطاني ومصادرة وتجريف الاراضي الزراعية الفلسطينية وهدم المنازل وممارسة سياسة التطهير العرقي للمواطنين الفلسطينيين وتشجيع وحماية ممارسات المستوطنين المقيمين في مستوطنات داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 واعتداءاتهم على الأملاك الفلسطينية ونهب المياه من الآبار وحرمان أهلها الفلسطينيين من الاستفادة منها. وفي ظل هذه الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية يتواصل الاستغلال الاسرائيلي لحاجة الانسان الفلسطيني الماسة لتأمين القوت الضروري لعائلته ويعاني العمال الفلسطينيون من ممارسة اسرائيلية لا انسانية مقابل السماح لهم بالدخول ويعاني العمال الفلسطينيون من ممارسات اسرائيلية مقابل السماح لهم بالدخول الى اسرائيل للعمل فيها. من أبواب جهنّم وتفيد التقارير المستندة الى شهادات حية من العمال الفلسطينيين عن مدى التعسف الاسرائيلي وانتهاك الكرامة الانسانية للمواطن الفلسطيني الذي أدى الاحتلال وممارساته الى تدهور حالته الاقتصادية ودفعه الى تحمل هذه الانتهاكات اللاانسانية مقابل لقمة العيش. ورغم أن الحواجز الاسرائيلية تنتشر على كل مداخل المدن الفلسطينية، الا أن الجيش الاسرائيلي يسمح للعمال الفلسطينيين بدخول «اسرائيل» عبر 13 معبرا فقط تستخدم نظم الحوسبة، ولا تتغير الصورة على حواجز أخرى، وربما تبدو اكثر قسوة. وحول معاناة هؤلاء العمال وصفت منظمة «محسوم ووتش» الاسرائيلية (محسوم يعني حاجز بالعبرية)، معبر «ارتاح» جنوب غرب طولكرم، بأنه باب من «أبواب جهنم»، وقالت المنظمة ان هذا الحاجز يتحول مع عبور العمال يوميا منه الى «سوق عصري للعبيد». و تنقل «محسوم ووتش» عن عمال فلسطينيين قولهم إن الجنود لا يتورعون عن توجيه بنادقهم نحوهم وإلقاء قنابل صوتية وقنابل غاز وشتمهم.