قصر المعارض فيلبنت الشروق من مبعوثنا الخاص الى باريس فاضل الطياشي: في لقاء خصّ به «الشروق» على هامش الصالون الدولي للنسيج والملابس الذي انتظم من 15 الى 18 سبتمبر الجاري بقصر المعارض «Ville Pinte» بباريس، قال السيد شكري المامغلي، كاتب الدولة المكلّف بالتجارة الخارجية ورئيس الوفد التونسي المشارك في الصالون المذكور أنه بالرغم من حداثة هذه التظاهرة (دورة أولى في سبتمبر 2008 وثانية فيفري 2009 وثالثة في سبتمبر 2009)، وبالرغم من حداثة مشاركة المؤسسات التونسية فيها (بعضها شارك لأول مرّة)، إلا أن الوفد التونسي نجح في المهمة المنوطة بعهدته على عدّة مستويات. فمن جهة أولى، تم التعريف على الوجه الأكمل بنتائج الدراسة الاستراتيجية التي أعدّتها وزارة الصناعة (بالتعاون مع مكتب دراسات عالمي) حول آفاق الصناعة التونسية في سنة 2016 والتي شدّت إليها الانتباه لدى عرضها في الندوة المخصّصة للغرض بالنظر الى ما كشفته من حقائق أكّدت أن تونس سائرة على الطريق السليم في المجال الاقتصادي رغم الأزمة العالمية الاخيرة... وقد تدعّم هذا العرض بشهادة مستثمرين تونسيين وأجانب تحدّثوا عن نجاح تجاربهم في تونس وعن المناخ الملائم فيها للاستثمار. ومن جهة أخرى، نجحت بعض المؤسسات التونسية المشاركة في استقطاب طلبيات تجارية جديدة وهو ما يمكن اعتباره أمرا ايجابيا خصوصا في ظل هذا الوضع العالمي المتّسم بانكماش الطلب، حسب ما ذكره المامغلي... وأضاف كاتب الدولة للتجارة الخارجية أن الصالون مثل ايضا فرصة للاستماع الى بعض شواغل المهنيين ومنها مثلا نقص اليد العاملة متوسطة التكوين مقابل كثافة في اليد العاملة البسيطة وفي الاطارات والمهندسين وهو ما قد يشكل عائقا لمزيد التقدم بالقطاع... وختم السيد شكري المامغلي حديثه عن هذه التظاهرة بالقول أن المشاركة التونسية طغى عليها جوّ من التفاؤل بما سيشجّع على استقبال سنة2010 بأكثر حيوية ونجاح في هذا القطاع الهام. انتعاش في الخاص وتراجع في العام ردّا على سؤال حول واقع التجارة الخارجية التونسية في السوق العالمية، قال السيد شكري المامغلي ان أغلب الصناعات التصديرية حققت قفزة نوعية وانتعاشة ملحوظة منذ شهر جويلية الماضي بعد فترة صعبة على امتداد الستة أشهر الأولى ل 2009 وهذا بالنسبة لكل الصناعات المعملية المصدّرة كليا والتابعة للقطاع الخاص. أما بالنسبة للصناعات التصديرية التابعة للنظام العام فإن اثنان منها حصل فيهما تراجع على مستوى الأرقام المالية (وليس على مستوى الانتاج الذي يتواصل بالنسق نفسه او أكثر)، وهما قطاع المحروقات وقطاع الفسفاط ويعود السبب في ذلك حسب السيد شكري المامغلي الى تراجع أسعار بيع هذه المواد في السوق العالمية والتي بلغت بالنسبة للبترول مثلا 70 دولارا حاليا أي نصف سعر السنة الفارطة (140 دولار) وهو ما أثر على مرابيح الصادرات التونسية في هذا المجال تماما مثل مجال الفسفاط. أما القطاع التصديري الثالث التابع للنظام العام فهو زيت الزيتون والذي حقق والحمد & نتائج طيبة خلال الموسم الماضي، حيث تم تصدير 130 ألف طن الى حد الآن في حين أن الرقم المنتظر كان 120 ألف طن مع امكانية ارتفاعه هذه الايام قبل حلول الموسم الجديد.