أخبار تونس- احتضنت باريس من 15 إلى 17 سبتمبر 2009 الصالون المختص في النسيج زوم باى فيتاكس والذي يعد من أبرز الصالونات الدولية في مجال النسيج وآخر تقنيات هذه الصناعة. وشاركت تونس بوفد كبير من رجال الأعمال التونسيين يترأسه السيد شكرى المامغلي كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية كما نظمت نحو 20 جناحا يعرض كل منها مختلف الأنشطة في قطاع النسيج التونسي. كما انعقد يوم إعلامي حول الإستراتيجية الصناعية لتونس” فكر في تونس 2016′′ وذلك في إطار هذا الصالون الذي يلتئم بالتوازي مع 5 صالونات مختصة أخرى. وأبرز السيد شكرى المامغلي في هذا الصدد ما تتمتع به تونس من مزايا في مجال النهوض بالاستثمار في القطاع الصناعي ولا سيما في قطاع النسيج مستعرضا ما يتوفر بالبلاد من استقرار سياسي واجتماعي وتوزيع عادل لثمار التنمية إلى جانب وجود طبقة وسطى هامة تمثل 80 بالمائة من السكان. وأضاف أن هذه المزايا مكنت تونس من احتلال موقع استراتيجي قاريا وإقليميا وساهمت في تيسير بروز جملة من الأنشطة المجددة وذات القيمة المضافة العالية. وتطرق السيد شكرى المامغلي إلى الهدف الذي رسمته تونس في أفق 2016 والمتمثل في مضاعفة الصادرات مرتين إلى جانب مضاعفة الاستثمارات ثلاث مرات مذكرا في هذا المضمار بمنح منتدى دافوس تونس مؤخرا المرتبة الأولى إفريقيا والمركز 40 عالميا في ما يهم التنافسية الشاملة ومناخ الأعمال. ويأتي هذا الصالون في ظرف راهن يتميز بأزمة مالية عالمية حادة ضربت معظم قطاعات الاقتصاد العالمي من سياحة وفلاحة وخدمات وكان قطاع النسيج من أبرز المجالات المتضررة إذ لفتت إحصائيات دولية الانتباه إلى خطورة استمرار انكماش القطاع, خصوصا مع تراجع مبيعات النسيج والألبسة في الأسواق العالمية الرئيسية، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وقد تمكن قطاع النسيج والملابس في تونس من النأي بنفسه عن تداعيات الأزمة محققا نتائج إيجابية إذ سجل خلال شهر جويلية الماضي نموا بنسبة 5.1% على مستوى الصادرات و4.3 % على مستوى الواردات مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008. فقد بلغت قيمة الصادرات خلال شهر جويلية الماضي حوالي 456 مليون دينار أي بتطور نسبته 2.1 % مقارنة بحجم الصادرات خلال شهر جويلية 2008. ويعزو مراقبون اقتصاديون هذه النتائج الايجابية إلى الإجراءات الوقائية والهيكلية التي وضعتها الحكومة منذ موفى السنة المنقضية والتي ساهمت إلى حد كبير في احتواء انعكاسات هذه الأزمة على المؤسسات التونسية. هذه الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة لفائدة المؤسسات المصدرة مكنت من المحافظة على 20 ألف موطن شغل في قطاع النسيج موزعة على 91 مؤسسة تأثر نشاطها بالأزمة. وتحتضن تونس سنويا صالون “تكسماد” الذي يعد موعدا مرجعيا لدول الضفة الجنوبية للمتوسط وواحدا من أهم اللقاء الأورومتوسطية للتجارة والشراكة بين مهنيي قطاع الملابس والنسيج والإكسسوارات. يذكر أن قطاع النّسيج والملابس يكتسي أهمّية بالغة ويضطلع بدور حيوي في الاقتصاد الوطني، كما يشار إلى أن تونس تعتبر من بين البلدان الأوائل المصدرة للملابس، وتبقى السوق الأوروبية وجهتها الأساسية. وتحتل تونس منذ سنة 1994 المرتبة الرابعة في قائمة مزودي الاتحاد الأوروبي. وأصبحت تحتل منذ سنة 2003 المرتبة الخامسة بعد الصين وتركيا ورومانيا وبنغلادش كما تعتبر المزود الثاني لفرنسا في مجال الملابس.