بعد غياب دام سنوات، يعود مجموعة من الفنانين التونسيين، إلى الساحة الفنية بالجديد كلمة ولحنا. أوّل العائدين وأبرزهم، الفنانة نجاة عطية، التي شاركت في شهر رمضان المنقضي في سهرات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان المدينة بتونس. لكن عودة نجاة عطية لم تكن بطعم بداياتها في مجال الأغنية التونسية، والتي كانت مع الملحن عبد الكريم صحابو، بل كانت بكلمات وألحان مشرقية، وعدد ضئيل من الأغاني التونسية. فنان آخر سطع نجمه لكن في مجال الأغنية الشعبية، وها هو يعود بعد غياب مطوّل نسبيا إلى الساحة الفنية لكن في لون مغاير، فمن فوزي بن قمرة نجم الأغنية الشعبية، إلى فوزي بن قمرة الجديد، في لون صوفي ديني أو روحي وفق ما استمعنا إليه في بدايات هذا الفنان الجديدة. ومن الأغاني الصوفية أو الدينية إلى الأغاني الوترية، حيث تعود الفنانة منية البجاوي بدورها إلى فرض وجودها في الساحة الفنية والإعلامية، فسجلت ألبوما جديدا يتضمن 10 أغان يجمع بين الطابع الايقاعي وبين الألحان التي تميزت في أدائها شقيقة الفنانة سنيا البجاوي أواخر الثمانينات. صاحبة «همس الموج»، أبت إلا أن تعود إلى الساحة رفقة صاحبة «شمس النهار» (نجاة عطية) والملاحظ أن كلا الفنانتين برزتا في نفس الحقبة الزمنية لكن غياب نجاة عطية كان أبرز بحكم ابتعادها كليا عن الساحة الفنية. الحاجي والحناشي أيضا وبالإضافة إلى منية البجاوي ونجاة عطية وفوزي بن قمرة في اللونين الشعبي والصوفي يعود الشاذلي الحاجي إلى الساحة الفنية من جديد وهو حاليا منهمك في تحضير مجموعة من الأغاني الجديدة لتكون عودته من الباب الكبير، كما يسجّل الفنان عبد الوهاب الحناشي هو الآخر عودته إلى الساحة بأغاني جديدة لم يصدرها في ألبوم بعد، لكنها ستكون حاضرة في الأيام القليلة القادمة. عبد الوهاب الحناشي غاب عن الساحة الفنية بجديده لكنه حضر في السنوات المنقضية في عدّة مهرجانات بأعماله القديمة على غرار أغنية محبوبي شأنه شأن عديد الأسماء الفنية المعروفة لدى الجمهور العريض والتي تصافحه في كلّ مهرجان تؤثثه بقديمها لا بجديدها. لا جديد يذكر.. منذ سنوات ومن الأسماء الفنية التي شفعت لها تجربتها في مجال الأغنية التونسية وظلت محافظة على نجوميتها، منذ سنوات طوال نجد الفنان بلغيث الصيادي والفنانة سلاف والفنانة زهيرة سالم، هذا الجيل من الفنانين، بالإضافة إلى الفنان قاسم كافي ظلّ محافظا على بريقه رغم غياب جديده الفني منذ أعوام، وحاضرا في مجموعة من المهرجانات والحفلات. حضور متذبذب ومن الأسماء التي لا يمكن أن تغيب عن الأذهان والتي بقي حضورها أو ظهورها متذبذبا، أو ظلّ غيابهم متواصلا، نستحضر كلاّ من الفنان عدنان الشواشي والفنان سليم دمّق والشقيقين فيصل ولمياء الرياحي. غياب متواصل.. الغياب الأبرز والمتواصل منذ سنوات، بإمضاء الفنانة سوسن الحمامي، هذه المطربة التي سألني عنها وعن عودتها أكثر من محبّ، والبعض الآخر اسمعني بعضا من أغانيها ولازال يحفظ عن ظهر قلب أغنية «وين الملايين» التي شاركت في أدائها مجموعة من الأصوات العربية، وكذلك أولى أغانيها «حبيبي يا صحابي جاني». وإذ نتساءل عمّا إذا كانت هذه الفنانة ستعود إلى الساحة الفنية التونسية قريبا، فما ضرّ لو يصدر الفنانون القدامى والذين لازالت أصواتهم بألف خير، ألبومات جديدة ويساهموا بخبرتهم واختياراتهم الناجحة سلفا، في إثراء «خزينة» أو «أرشيف» الأغاني التونسية بأجمل الألحان والكلمات بأصواتهم التي لو كان بروزها في هذا العصر، لكانت شهرتهم أكبر وأوسع عربيا.