نشر كل من «موقع اتحاد المدونين العرب» وجريدة «صوت فلسطين» مقالا للكاتب عبد اللّه القاسمي تحت عنوان «هذه خطورة الجزيرة وعلى الاعلام العربي تحمل مسؤوليته» تعرض فيه بالتحليل لطبيعة الأسس التي يرتكز عليها الخط التحريري لقناة «الجزيرة» وتحالفها مع الحركات الأصولية وخدمتها للأجندات الأمريكية والصهيونية. وأبرز المقال بالخصوص أن «المتأمل في أداء الجزيرة سيرى أن إعلامها يتمحور على ثلاثة محاور، هي الدعاية للمشروع السياسي الأمريكي في المنطقة والتمهيد للتطبيع مع الكيان الصهيوني وخدمة الحركات الأصولية المتطرفة». 1 الدعاية للمشروع الأمريكي وجاء في المقال أن «الجزيرة» انتهجت في الحقيقة طريقتين للتمهيد للمشروع الأمريكي في المنطقة: الطريقة الأولى: تتمثل في الدعاية الإعلامية لهذا المشروع من خلال التسويق لمشروعهم عبر برامج القناة من واشنطن والمؤتمرات الصحافية الأمريكية التي تبثها القناة مباشرة واستضافة من يثني على ذلك المشروع. الطريقة الثانية: وهي الأخطر ذلك أن الجزيرة تؤيد الادعاء الأمريكي الذي يعتبر المقاومة العربية للاحتلال تضطلع بها قوى الارهاب بالتعتيم الكامل على القوى الوطنية الحقيقية وتتصيد العمليات الارهابية التي يقوم بها المتطرفون في بعض الأقطار العربية لتخلق حولها ضجة إعلامية وتهولها لتبرز صورة للعالم أن العربي مجبول على الارهاب والتطرف. وفي المقابل فإن الجزيرة تغض الطرف عن كل القوى الوطنية الحقيقية التي تناضل من أجل العدالة والديمقراطية والوحدة لذلك فإن حضور الديمقراطيين العرب لا يذكر في قناة الجزيرة إلا لمن بايع الغرب وأمريكا واستقوى بها ضد بلاده وتبجح بكلمات الديمقراطية من لندن ونيويورك وباريس لتبرز الآخر وخاصة الأمريكي بأنه حامي الحريات في العالم. ويقول الكاتب إن الجزيرة «تسعى إلى تهويل الاخبار القادمة من الاقطار العربية وخاصة ان كانت قوى التطرف طرفا فيها لتبرز للعالم الانفلات الأمني التي تعيشه الأقطار العربية ذلك إني تابعت موضوعا في قطر عربي أطنبت الجزيرة في تناوله. ولأن امكانيات التواصل باتت ميسرة فإني اتصلت بأحد الأصدقاء من ذلك القطر فأكد لي أن ما حدث لا يعدو أن يكون حدثا بسيطا غير مؤثر مع العلم ان صديقي مثقف وغير حائز على رضا السلطة في قطره بل هو الوطني المناضل كل هذا يحدث لشيء واحد لتبرز قناة الجزيرة أحقية أمريكا في سعيها إلى ارساء شرق أوسط جديد». 2 الدعاية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وبخصوص خدمة الجزيرة للحركة الصهيونية أكد الكاتب أنه «ثمة أمر قد نجحت فيه قناة الجزيرة بلا شك وهو قدرتها على كسر الحاجز النفسي بين المواطن العربي والصهيوني القاتل. ذلك أن ظهور الصهاينة عبر هذه القناة والتسويق لمشروعهم جعل ذلك الحاجز النفسي يتكسر لدى المواطن العربي الذي كان يرفض أن يرى الصهاينة ويرفض الاستماع إليهم وإلى تضليلاتهم وتمويهاتهم لكن قناة الجزيرة أتاحت لأولئك القتلة أن يطلوا على المواطن العربي ويدخلوا بيته ويحدثوه ويوهموه بمشروعهم الوهمي للسلام بل نراهم في قناة عربية يكيلون النعوت للمقاومة ويجرمونها ويحاولون الظهور بمظهر الضحية ولا أدل على ذلك تدخل قادة الحرب الصهاينة في حربهم على جنوب لبنان وعلى غزة. ويضيف كاتب المقال: «أن أخبار سياسة الكيان الصهيوني لها حضور في تلك القناة أكثر من أخبار الساسة العرب. وهذا الأمر يكتسي خطورة كبيرة ذلك أن المواطن العربي الذي ينقصه من الوعي الشيء الكثير سرعان ما تنطلي عليه الحيلة. إذ لا مانع لديه أن يعيش الصهاينة معه بسلام مادام قد سمعهم يتحدثون عن ذلك؟ وشخصيا خضت نقاشات كثيرة في هذا الموضوع مع بعض الذين تأثروا بآراء الجزيرة وباتوا يدعون للتعايش السلمي والفضل لهذه القناة التي هي راعية السلام في المنطقة». 3 الفكر الأصولي المتطرف أما في ما يتعلق بترويج «الجزيرة» للفكر الارهابي وللتطرف فيقول الكاتب إن «الجزيرة» راهنت على هذه الحركات المتطرفة لتجهض الديمقراطية عبر تمرير نموذج طالباني ينسف المكتسبات العربية ويخدم الايديولوجيا الصهيونية والأجندات الغربية. وتعرض الكاتب إلى تحامل القناة على تونس فقال ان «الجزيرة» تشوه واقع الحريات وحقوق الانسان في تونس من أجل خدمة الفكر المتطرف ولكن المجتمع التونسي بقي عصيا على الحركات المتطرفة. واختتم الكاتب مقاله بدعوة الإعلام العربي إلى التصدي لقناة «الجزيرة» وأن يجد البديل لها وان يطور نفسه حتى يقطع الطريق على مثل هذه القنوات الاعلامية، عندها سيكتشف المواطن العربي خطورة هذه القناة وسيتركها من تلقاء نفسه.