حكيم ابراهم لاعب النجم الساحلي والمنتخب الوطني سابقا سجل اسمه بأحرف بارزة سواء في تونس او في عالم الاحتراف في أوروبا، تحصل على عدة ألقاب وساهم في صنع فريقه النجم، عرف بخصاله الكروية والاخلاقية العالية، وسطع نجمه ضمن جيل كروي يزخر بالطاقات والموهبة... وهو مع كل ذلك محلل بارع يتميز بصراحة وشجاعة في المواقف... ورغم ذلك بقي حكيم ابراهم بعيدا عن فريقه الام على غرار بقية اللاعبين القدامى... ولأنه عميق في آرائه وتشخيصه لما يدور حوله في ميدان الكرة كانت هذه المصافحة معه في سياق أسئلة عديدة ومتنوعة أجاب عنها بوضوح وصراحة. حكيم... أين أنت بعد انسحابك من الادارة الفنية للنجم الساحلي؟ لم أهجر ميادين الكرة بحكم أنني أقدمت على تدريب نادي النجمة الليبي ببنغازي المنتمي الى الدرجة الاولى وبذلك أكون قد جددت العهد مع العمل الميداني بعد انقطاع دام لفترة طويلة انصرفت خلالها نحو التحليل التلفزي واذا ابتعدت عن النجم الساحلي فلأن مسؤولي هذا الاخير تعاملوا بسلبية كبيرة مع الادارة الفنية وكل متطلباتها. هل تعني بكلامكم هذا ان هناك اقصاء من طرف الهيئة المديرة للنجم للاعبين القدامى؟ عندما كنت لاعبا في النجم الساحلي تميزت بالانضباط والعطاء وتمنيت مثلي مثل كل اللاعبين القدامى للفريق ان نوفر امكاناتنا لفريق جوهرة الساحل لكن المسؤولين الحاليين لفريق جوهرة الساحل حتى السابقون لا يريدون ذلك بل هم يريدوننا بعيدين عنهم بدليل ان خطة الادارة الفنية التي اضطلعت بها لم تعمر طويلا. كيف تقول هذا الكلام وقرار تكليفك بالادارة الفنية من طرف معز ادريس اعتبره البعض «نكالة» في السيدين عثمان جنيح وعبد المجيد الشتالي؟ هذا كلام مقاه وزوايا مظلمة ومستوى السيد معز ادريس أرفع بكثير عما ذهبت اليه بعض العقول المريضة التي لا هم لها سوى تأويل المواقف والاختيارات بدليل ان فكرة اشرافي على الادارة الفنية كانت مطروحة منذ موسم 2006 اي منذ تسلمه رئاسة الجمعية. ما هو تقييمك لهذه التجربة اجمالا؟ هي تجربة جديدة لم يكتب لها النجاح المأمول لأن ما خططته كان مغايرا ومتعارضا مع أرض الواقع.. فلو توفرت الارضية الملائمة لكانت النتائج أفضل لا ان تبقى الافكار حبيسة الاوراق على الرفوف. قرار تجديدك العهد مع التدريب مغامرة مجهولة العواقب.. أليس كذلك؟ طوال المواسم الماضية وصلتني عروض عديدة لتدريب عدة فرق لكن التحليل التلفزي لم يفسح لي المجال... ومباشرة بعد ان تخليت عن الادارة الفنية في النجم الساحلي تلقيت عرضا من نادي النجمة ببنغازي وهو عرض تتوفر فيه مقومات النجاح. لنغير الموضوع ونتحدث عن فريقك النجم الساحلي.. كيف تقيم مسيرته الى حد الآن؟ نظريا يمكن اعتبار مسيرة النجم متعثرة وليست في مستوى تطلعات وآمال جماهيره ورغم ظروف النجاح التي حرصت الهيئة المديرة على توفيرها رغم احتلاله لصدارة الترتيب في البطولة.. اما في بطولة افريقيا فإن المسيرة توقفت في دور المجموعات لسبب بسيط هو ان الفريق لا يتوفر على لاعبين في مستوى هذه المنافسة ولا يجب ان نتذرع بالعوامل الاخرى وكل ما حدث من اخفاقات على المستوى القاري بعد ملحمة «اليابان» افراز لسياسة تسييرية لم تكن واضحة المعالم خاصة على مستوى الهيكلة. كمدير فني سابق أين يكمن الخلل الذي أدى الى تراجع الفريق؟ انتدابات النجم لم تكن مدروسة بالمرة وفاشلة على طول الخط ولم تكلف الفريق سوى الملايين كيف تريد ان تكون انتدابات النجم موفقة وهي مبنية على مقاييس مغلوطة، ومن من هيئة النجم له دراية بحقيقة امكانات اللاعبين. لقد اصبح النجم في متناول كل من هب ودب من اللاعبين والكل يرتدي زيه الرياضي والحقيقة لأن اكثر من 80 في المائة من اللاعبين الحاليين بالفريق لا يستحقون ارتداء زيه. النجم فريق كبير حمل لواء كرة القدم الافريقية لمواسم عدة واليوم يحصل العكس؟ لقد عايشت فترة جنيح كمدرب للآمال ثم فترة ادريس كمدير فني؟ما الفرق بين الرجلين؟ هما رجلان أحبا النجم الساحلي كما لم يحبه أحد وكل منهما اجتهد من اجل ان يبقى الفريق مشعا وطنيا وعربيا وافريقيا وعالميا بقي ان لكل واحد أسلوبه في العمل، وكم تمنيت لو كانا رجلين في رجل واحد. خلال مواسمه الاولى نجح جنيح في مسلك الامور بيد العارف والخبير والمتمرس قبل ان تنفرط من بين يديه عندما أخطأ في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كما ان طيبته الزائدة عن اللزوم مع اللاعبين جعلت هؤلاء أكبر من المسؤولين.. جنيح كانت تنقصه الصرامة مع اللاعبين وهو ما كلف النجم ضياع عدة ألقاب كانت في المتناول. أما معز ادريس فلما تسلم الرئاسة فقد مسك الامور بقبضة من حديد وفرض الصرامة التامة ساعدته الى جانب عوامل اخرى على النجاح وكسب رهانات بدت صعبة المنال أثرى بموجبها خزينة الجمعية بعديد الالقاب أهمها ومشاركة في كأس «الكاف» وبطولة تونس وكأس رابطة الابطال وكأس السوبر وكأس العالم للأندية... لكن بعد اليابان لم يقع استثمار هذه الملحمة على الوجه الاكمل لتضيع تبعا لذلك عدة ألقاب كان النجم قاب قوسين او أدنى للفوز بها بسبب التصريحات التي أدلى بها عثمان جنيح في اليابان ووقع تأويلها لتؤلب الجميع ضد النجم في وقت لم يكلف معز ادريس نفسه مشقة وضع النقاط على الحروف لتصحيح الوضع والمفاهيم حماية لصورة النجم. على ذكر معز إدريس ما هي قراءتك للعلاقة المتوترة بينه وبين السواد الأعظم من الأحباء؟ بحكم عملي وقربي من معز إدريس في الموسم الماضي اطلعت عن كثب على عديد الحقائق لكن مهما بلغت فداحة الأخطاء التسييرية فإن ما تعرض له هذا الرجل مرفوض وغير مبرر وأعتقد أن هناك أساليب حضارية أخرى للمطالبة بالاصلاحات في الفريق. معز إدريس بلغ بالنجم مكانة عالمية والجمهور لم يغفر له ذلك التراجع من موسم إلى آخر خصوصا في ظل اقصاء أصحاب الخبرة ورموز الجمعية. حسب رأيك لماذا صبر جمهور النجم على جنيح سنين طوالا ولم يصبر على ادريس موسمين؟ كما أسلفت الذكر جنيح قدم الكثير للنجم الساحلي رغم المواسم العجاف زد على ذلك فهو لاعب وقائد فريق سابق له تاريخ حافل وهي كلها عوامل شفعت له مع الجمهور بالرغم من عديد الخيبات والنكسات التي بقيت محفورة في الذاكرة.. من جهته معز ادريس ليس دخيلا على التسيير في الجمعية لكنه يعد «نكرة» على المستوى الجماهيري مقارنة بالشعبية الكبيرة التي يتمتع بها سلفه جنيح.. جمهور النجم لم يغفر لمعز ادريس ضياع بطولة 2007 وكأس الكنفدرالية الافريقية في الموسم الماضي خاصة في ظل خروج أعمدة الفريق تباعا وعدم تعويضهم بعناصر تقاربهم في المستوى. كيف رأيت النجم بين مرحلة غيرنوت روهر والفترة الحالية مع لطفي رحيم؟ الظروف التي عمل فيها روهر كانت صعبة بكل المقاييس بعد ضياع كأس» «الكاف» والهزيمة ضد الترجي.. روهر تعرض الى ضغوط عدة من داخل الجمعية إداريا وفنيا فضلا عن محاولات التشكيك في امكاناته، وعكس خلفه لطفي رحيم الذي أخذ الوقت الكافي لإعداد الفريق صحبة مساعده قيس الغضبان.. وبالرغم من القيمة الفنية لهذا الثنائي فإن الجميع بصدد معايشة أخطاء الموسم الماضي بدليل ما حدث أمام مازمبي. نفهم من كلامك انك لا تحمّل مسؤولية تراجع النتائج وتواضع المردود للجهاز الفني؟ جرت العادة في كرة القدم أن يتحمل المدرب المسؤولية عندما يتوفر لديه عديد اللاعبين المتميزين لكن عندما يوجد في النجم الساحلي لاعبون عاديون فالمدرب لا يتحمل المسؤولية.. لا يجب أن نغالط أنفسنا كثيرا فنجم هذا الموسم عادي ولو استقدموا مدربا عالميا لا يمكنه أن يقوم بأفضل ما قام به الجهاز الفني الحالي. لو كنت المسؤول عن الانتدابات في النجم من هو اللاعب الذي تتمنى انضمامه الى الفريق؟ أي فريق في بطولة النخبة يرغب في الفوز بخدمات علي بن عبد القادر صاحب المستوى الفني الرفيع واللمسات اليسارية والمخالفات الرائعة فضلا عن جديته في العمل.. هذا اللاعب بإمكانه أن يفيد النجم لأكثر من موسمين ريثما يتم العثور على لاعب «صغير» في مثل مواصفاته.. لقد كان بإمكان معز ادريس انتداب هذا اللاعب عوضا عن البرازيلي جيلسون الذي يبقى هو الآخر قيمة ثابتة.. وهناك أيضا لاعب آخر أشرت لمعز ادريس بانتدابه ولم يفعل وهو المهاجم محمد علي الغرياني. اسأل حكيم براهم المعلق الرياضي واللاعب السابق والمدرب عن رأيه في قمة هذا الأحد بين النجم والترجي؟ النجم الساحلي والترجي الرياضي ينطلقان بحظوظ متساوية في مباراة كل شيء فيها جائز. فهناك عوامل عديدة تتحكم في المباراة منها حالة اللاعب يوم المقابلة وتدخل فيها الطرق التكتيكية. فخلال ال 90 دقيقة بالامكان انتظار كل شيء خاصة من الناحية الذهنية والمعنويات.. فالترجي ينطلق بأسبقية معنوية على مضيفه.. والنجم بصدد لملمة جراحه بعد خروجه من رابطة الأبطال وكل منهما سيحاول تطويع الظروف لفائدته. منذ موسمين أدليت بتصريحات أسأت فيها للسيد عبد المجيد الشتالي.. بمرور الوقت هل انتابك الندم أم مازلت على موقفك مما قلت؟ أنا عرجت على كلام الشتالي ولم أنو الإساءة إليه لقد كان لي موقف دافعت عنه عندما قزم الأهلي المصري فريق القرن وجزم بأن النجم فاز في بعض لقاءات البطولة مشيا على الأقدام. لقد قلت أن التصريحات التي تشحن المنافس تضر بالنجم ولا تفيده في شيء.. لكن كلامي هذا وقع تأويله وأسيء فهمه ولم أندم عن موقفي هذا.. السيد عبد المجيد الشتالي رمز من رموز النجم الساحلي وكرة القدم التونسية والعربية والافريقية وأحترمه وأجله مثلما احترم البقية.
