يذهب البعض من عشّاق العناية بالمظهر الى ان ما توفره السوق الموازية من مواد تجميل وأخرى شبه طبية ذات فاعلية وهو ما يفسّره الاقبال المتزايد على هذه المواد التي يجهل الكثيرون مضارها. دراسات عديدة اهتمت بمشاكل البشرة فأفرزت احتمالات عديدة للإصابة مثل التورم والحساسية والبقع السوداء أهمها وأكثرها انتشارا جرّاء هذا الاستعمال اللاواعي. ولمزيد التعرف على مضار هذه المواد اعتمدنا آراء ذوي الاختصاص. تقول الدكتورة ايمان الحنشي بن زيد اختصاصية في الأمراض الجلدية أحيانا تصل حالات الالتهاب التي تصيب البشرة جراء استعمال مواد تجميل أو الأخرى شبه طبية مثل هذه التي تروّج بالسوق الموازية الى التهابات كبيرة في الوجه تبقى لسنوات. هذه المواد المروّجة في السوق الموازية تكون عادة إما مقلّدة او منتهية الصلوحية. وتضيف بأن هناك نوعا من «الكرام» المستعملة لتفتيح البشرة شوّهت العديد من الحرفاء وتؤكد بأن الذين يروّجون لمثل هذه السلع يحافظون على الاسم والغلاف الخارجي فقط. أما المحتوى فهو غير ذلك وهنا «المغالطة». توضيح وتفسّر لتقول مواد التجميل والعناية بالبشرة تحتوي على مادة فعّالة (principe actif) اضافة الى عدة مواد كيميائية أخرى تحميها من الجراثيم وهو ما يعبّر عنه ب(les excipients et conservateurs) ± المواد المعطّرة (les parfums ±) وهذه المواد عادة ما تكون غير مدروسة وتحتوي على مواد مدعمة للحساسية (les parabens). التهابات، طفع جلدي وبقع سوداء!! تعتبر الدكتور ايمان ان أكثر الأمراض التي تفرزها الاستعمالات غير الواعية لهذا النوع من مواد التجميل والعناية بالبشرة هي حالات الاصابة (Eczéma de contact) وهو عبارة عن تورّم، احمرار وحساسية وقشور وطفح جلدي أحيانا ويكون عادة المصاب مهيأ لمثل هذه الحالات هناك أرضية (بشرة حساسة) اضافة الى الحكّة المتواترة. وتضيف هنالك ايضا (Dermate d'irritation) ولها نفس علامات (L'eczéma) ولكن الحكّة أقل حدة من الاولى. وتأتي الاصابة ب(Les taches brunes) وهي اكثر الحالات على الاطلاق وهي عبارة عن بقع سوداء ناتجة عن المساحيق التي توضع على الوجه اضافة الى أمراض أخرى. نفي وتأكيد ولما وجّهنا سؤالنا للسيدة ايمان عن مدى تطور هذه الحالات الناجمة عن المواد المستهلكة الى ما هو أعمق ونعني بذلك امكانية الاصابة بمرض سرطان الجلد، أجابت: للتوضيح امكانية الاصابة بمرض السرطان غير واردة. لأن ظهور مرض السرطان الجلدي سببه الوحيد هو التعرض المباشر لأشعة الشمس ولكن امكانية تعقّد بعض الاصابات واردة خاصة اذا ما لم يمتثل المريض الى طرق العلاج وتعلّق لتقول «نحن لا نمتلك العصا السحرية للقضاء نهائيا وبالسرعة التي يفرضها الحرفاء ولكن مواظبة المريض على تلقي العلاج لازمة وناجعة. ويقول السيد مبروك النظيف مدير ادارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بأن كل مادة من مواد التجميل التي لا تتطابق والمواصفات الصحية يقع الاعلام عنها فوريا وبالتالي يتم حجزها واتلافها. هذه المواد يقع التثبت في المكونات الأساسية التي تحتويها وذلك داخل المخابر المختصة وأحيانا هذه المواد تكون سامة او منتهية الصلوحية او تكون معروضة في ظروف غير صحية بالمرة (معرضة لأشعة الشمس). ويعود ليؤكد بأن التعويل الكبير على وعي المواطن والاعلام (الومضات الاشهارية) لتجاوز كل هذه المخاطر، ذاكرا ان وزارة الصحة حجزت 13 ألف وحدة بين تالف وسام من هذه المواد.